سواليف
تكشفت تفاصيل جديدة حول إعدام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح؛ إذ أكد نجله أحمد علي عبدالله صالح أن مليشيات الحوثي أعدمت والده وهو يدافع عن نفسه في منزله بالعاصمة صنعاء، وليس كما ذكرت الأنباء أثناء هروبه إلى سنحان. كما أن الكثير من مرافقيه وحرسه الخاص وعائلته لا يزالون في عداد المفقودين حتى اللحظة.
ووفقًا لوسائل الإعلام، فقد قُتل صالح في منزله بالحي السياسي بصنعاء؛ وذلك بعد سيطرة مليشيا الحوثي عليه، والقضاء الكامل على مقاومته المسلحة.
ونشرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين مقاطع فيديو، تُظهر صالح مقتولاً على ظهر سيارة دفع رباعي مكشوفة في ضواحي صنعاء في بلدة سيان مركز مديرية سنحنان مسقط رأس صالح، وقالت إنه قُتل عندما كان يحاول الهرب للإساءة له.
وأكد المصدر أن مليشيا الحوثي استخدمت الأسلحة الثقيلة لاقتحام منزل صالح، وقصفته بالدبابات، وقضت على الجزء الأكبر من قواته التي كان يقودها نجل شقيقه طارق صالح.
وعندما بلغت المليشيا أسوار المنزل، وتم إبلاغ الرئيس السابق علي صالح بحسم المعركة من قِبل مساعديه لمصلحة الحوثيين، أمر حراساته بوقف إطلاق النار والمغادرة، وإعلان الاستسلام، لكنهم رفضوا مع استمرار هجوم الحوثيين، وقاتلوا؛ فقضى معظمهم، وسقط آخر 4 منهم جرحى، وأصبح صالح ومساعدوه في قبضة عناصر الحوثي.
وقال المصدر إنهم قاموا بالاعتداء عليه وضربه، وكبلوه من الأيدي والأرجل، ثم جاءتهم الأوامر بإعدامه، فقتلوه بصورة بشعة؛ إذ قاموا بإطلاق النار على صدره قبل أن يتم توجيه الرصاص إلى رأسه، والإجهاز عليه أمام مساعدَيْه العواضي والزوكا قبل أن يتم تصفية الاثنين.
بعدها تم وضعه على سيارة دفع رباعي، وتشكيل موكب من سيارات عدة، بينها سيارة مصفحة، تتبع صالح، وتم إخراجه إلى بلدة سيان على بعد 30 كيلومترًا جنوب العاصمة؛ ليظهر الرجل وكأنه كان يحاول الفرار، واختارت منطقته لمنح انطباع بأن قبيلته تخلصت منه.
وأطلق صالح قبل مقتله بيومين ما أسماها “انتفاضة شعبية”، دعا فيها أنصاره وقياداته العسكرية إلى مواجهة الحوثيين، وتحدث عن “فتح صفحة جديدة” مع دول التحالف التي تقود حربًا على قوات صالح ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ مارس 2015 بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وذلك تحت لافتة “استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب”.
وطبقًا للمصدر، فقد قام صالح بالتنسيق مع الطوق القبلي المحيط بصنعاء من أنصاره، إضافة إلى قيادات عسكرية في الحرس الجمهوري، والقوات شديدة الولاء لصالح التي كان يقودها نجله أحمد، وحدد ساعة الصفر بالتنسيق مع قيادات في السلطة الشرعية. وشنت قوات صالح التي قدرت ببضعة آلاف هجومًا خاطفًا، وسيطرت على الأحياء الجنوبية من العاصمة، وقواعد عسكرية تتبع الحرس الجمهوري، فضلاً عن مناطق شمال العاصمة، بينها مطار صنعاء، وكان الحي السياسي وسط العاصمة، حيث يتحصن صالح، مركز القيادة.
لكن مليشيا الحوثيين استنفرت وحشدت قوات ضخمة بمئات العربات والمدرعات والدبابات، واستخدمت كل أنواع الأسلحة لاستعادة المواقع التي سيطرت عليها قوات صالح، رغم تقديم الدعم الجوي من قِبل طيران التحالف لقوات صالح، قبل أن تحاصر قواته في محيط منزله بالحي السياسي.
وقال المصدر: من المؤكد أن صالح كان يراهن على تحرك قبلي وعسكري، لكنهم – على ما يبدو – لم يكونوا يثقون به، أو أنهم كانوا قد أصبحوا موالين للحوثيين تمامًا.
وقاتلت قوات صالح بقيادة نجل شقيقه طارق صالح، وقد تم القضاء على معظم أفراد المجموعة التي كانت تقاتل معه، ووقع في الأسر.
وأكد المصدر أن طارق لم يقتل، وأن بعض عناصر الحوثيين حاولوا قتله، لكن الأوامر قضت بالإبقاء على حياته “لأنه الصندوق الأسود لعمه صالح”، في إشارة إلى قيمته الأمنية لدى مليشيا الحوثي.
سبق عن وكالات