سواليف
“كان لا بد من قرار صارم، أب يريد رؤية زوجته وأولاده منذ 24 عاماً، والسلطات المصرية تمنعه، ماذا يفعل؟”. هذا ما قاله خاطف الطائرة المصرية “سيف الدين مصطفى” في أول ظهور له أمام المحققين القبرصيين، اليوم الأربعاء 30 مارس/آذار 2016، وسط حضور مكثف من وسائل الإعلام.
مصطفى الذي مثل أمام القضاء من غير محامٍ، ظهر ملوحاً بعلامة النصر من داخل السيارة التي تقله، وأكد متحدث باسم الشرطة، أنه سيتم التحقيق في مزاعمه، مشيراً إلى أنه يواجه اتهامات من بينها الخطف والتهديد بارتكاب العنف، حسبما نشرت صحيفة “سايبروس ميل” القبرصية.
وكان الخاطف اقتاد الطائرة إلى مطار “لارنكا” القبرصي، صباح أمس، تحت تهديد بأن معه حزاماً ناسفاً، وطلب رؤية زوجته البالغة من العمر 51 عاماً ولديها 4 أولاد.
تفاصيل عملية الخطف
ونقلت الصحيفة الاعترافات الكاملة لـ “مصطفى”، حيث قال أنه نهض من مقعده بعد نحو 15 دقيقة من إقلاع الطائرة وتوجه إلى الجزء الخلفي من الطائرة حيث أظهر لأحد أفراد طاقم الطائرة الحزام، الذي كان يرتديه، وهو مكون من مجموعة أسطوانات وعدة أسلاك متصلة؛ لتبدو حزاماً ناسفاً.
ثم طلب من جميع الركاب تسليم جوازات سفرهم، ثم قدم مذكرة لأحد أفراد الطاقم؛ ليبلغ قائد الطائرة بأنه خاطف، ويطلب منه الهبوط بالطائرة إما في تركيا أو اليونان أو قبرص، ويفضل الأخيرة.
وقال مصطفى، أنه هدد طاقم الطائرة بأنه إذا هبطت الطائرة في مصر فإنه سيفجر الطائرة بأكملها، وبعد هبوط الطائرة في مطار “لارنكا” القبرصي، الذي سمح للطائرة بالهبوط بعد أن زعم قائد الطائرة أن وقوده نفذ، وليس بأن الطائرة مختطفة وعلى هذا الأساس منح الإذن بالهبوط.
وقال مصطفى أنه سلم خطاباً في مظروف فيه اسم وتفاصيل امرأة قبرصية، وهي زوجته السابقة “مارينا” وفق وسائل الإعلام، واحتوت الرسالة، كذلك على طلب منه بالإفراج عن 63 امرأة محتجزات في السجون المصرية، بسبب آرائهن السياسية.
وخلال عملية التفاوض معه، التي جرت من خلال فرقة شرطة خاصة مدرّبة على التفاوض، وبعد أن سمح بالإفراج عن بعض الركاب هدد الخاطف بالضغط على جهاز تحكم عن بعد كان يحمله وبتفجير نفسه.
وقال أحد أفراد الشرطة، إن الشرطة اعتقدت أن لديه متفجرات في حزامه، وبدا أنه شخص سوي ومستقر وأنه سينفذ تهديده، وفي الساعة الثانية و45 دقيقة، وبعد الإفراج عن جميع الركاب خرج المتهم من الطائرة وعند إلقاء القبض عليه اكتشفت الشرطة، أن الحزام الذي كان يرتديه لم يكن به متفجرات.
وبررت الشرطة قرار حبسه احتياطياً، خوفاً من أن يؤثر كلامه على الأشخاص الذين تنوي المحكمة الاستماع إليهم، أو أن يختفي بعد مغادرة المحكمة.
تفاصيل أخرى
وقد كشف أقارب خاطف الطائرة المصرية، أن المتهم حضر من الخارج منذ شهرين، وفوجئوا بأنه قد غير ديانته من الإسلام إلى المسيحية، ورسم “صليباً” على يده، وعلموا أنه تزوج من قبرصية منذ 20 عاماً، وأنجب منها طفلتين ولا يستطيع العودة مرة أخرى إلى هناك.
مصادر أمنية بمطار القاهرة كشفت أن طليقة المصري “سيف الدين مصطفى” تم إحضارها للمطار لإقناعه بتسليم نفسه، لكن الزوجة السابقة رفضت مقابلته، وقالت أنها “محرجة جداً” مما سببه لها إعلامياً.
وقد أكد مترجم الخاطف أن الزوجة السابقة للخاطف لم ترفض فقط لقاءه في المطار ولكنها ترفض الذهاب له في سجنه وتقول: “لا أريد أن أراه.. لقد تسبب بحرج كبير لي ولأبنائي من قبل وسائل الإعلام”، بحسب صحيفة “ديلي ميل”.
وأكدت الزوجة السابقة أنها لن تذهب لرؤيته في السجن، رغم الحيلة التي فعلها بخطف طائرة للفت أنظارها ورؤيتها مع أبنائه لشعورها بالحرج التام.
وأمرت محكمة “لارنكا” الجزائية في قبرص، اليوم الأربعاء، بحبس سيف الدين مصطفى، خاطف الطائرة المصرية 8 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معه.
هافنغتون بوست