سواليف
أحدث النظام السوري وفق ما أعلنه رسميا، تغييرات عسكرية وأمنية داخل أجهزته الأمنية، لا سيما في الاستخبارات العسكرية، لتكشف عن خلافات داخلية تعصف بنظام بشار الأسد، وفق ما ذهب إليه نشطاء ومراقبون.
وبحسب مواقع موالية، فإن قيادات بعض الأفرع الأمنية في النظام السوري شهدت تغييرات، شملت إقالة رئيس شعبة المخابرات العسكرية، اللواء محمد محلا، الذي يعد “من أبرز الضباط موالاة للمشروع الإيراني”، وتعيين اللواء كفاح ملحم بدلا عنه.
وإلى جانب ذلك، عزلت وسرحت روسيا العشرات من الضباط المحسوبين على إيران وعلى ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري بشار، الذي يقود الفرقة الرابعة.
وتقاطعت هذه التغييرات مع أنباء عن خلافات بين بشار الأسد وشقيقه ماهر، حول إدارة معالجة أزمة الصراع بين قادة الأجهزة الأمنية، “ما يعيد إلى الأذهان المشهد الذي ساد سوريا في ثمانينيات القرن الماضي، بعد صراع حافظ الأسد وشقيقه رفعت على قضايا متعلقة بتنازع الحكم”، وفق ما أفاد به موالون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك، وسط أنباء تتحدث عن صراع بين ألكسندر زورين الضابط الروسي الرفيع مهندس اتفاقيات التسوية في الغوطة ودرعا وحلب، وبين اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وخصوصا على تعيين الضباط في المراكز الحساسة، وفق ما أكده مصدر لـ”عربي21”.
وتجلى هذا الصراع في القتال الذي دار في سهل الغاب في ريف حماة بين الفرقة الرابعة المدعومة إيرانيا، والفيلق الخامس وفرق أخرى من جيش النظام محسوبة على روسيا.
ونجم عن ذلك القتال، إجبار الفرقة الرابعة على الانسحاب من المناطق القريبة من خطوط التماس مع المعارضة، وانتشار الفيلق الخامس مكانها.
من جهته، قال الباحث السياسي، الدكتور نصر فروان، في حديث لـ”عربي21″، إن النظام السوري الذي كان يدار بطريقة تشبه إدارة الدولة العميقة، شهد ما بعد الثورة تحولات سياسية وعسكرية، نتيجة لعوامل داخلية وخارجية في آن واحد.
وأوضح أنه نتيجة للحرب المعقدة ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والتاريخية والدينية، تدخلت أطراف متعددة عربية وإقليمية ودولية بسوريا، وساهم هذا المناخ في خلق فئات جديدة تمتلك تأثيرا بفعل عوامل القوة مثل (رجال مخابرات، قادة ألوية وفرق عسكرية، رجال أعمال).
وبحسب فروان، فإن “قسما من هؤلاء، تحولوا إلى حكام فعليين في النظام السوري، أو بقايا النظام”.
وأشار إلى “اختلاف ولاء هذه الفئات، بين من هو محسوب على إيران، أو روسيا، في حين يرتبط بعضها بتكوينات اجتماعية داخلية (طائفية علوية)”.
وقال: “نتيجة لذلك، انشطرت الأجهزة الأمنية، والتشكيلات العسكرية، إلى قسمين، واحد لإيران وآخر لروسيا، إلى جانب وجود وكلاء لأجهزة مخابرات دولية أخرى”.
“خلاف” بشار وماهر
وبناء على ذلك، لا يقلل فروان من جدية الأنباء التي تتحدث عن خلاف بين بشار وشقيقه ماهر المدعوم من إيران ومن الطائفة العلوية، التي تخوض صراعا حادا وتعاني من انقسام نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الحرب، إلى جانب الخوف من المستقبل الضبابي، وفق قوله.
وأشار في هذا السياق، إلى تحركات داخلية على مستوى الطائفة العلوية، لوضع تصور لمستقبل الطائفة في ظل بقاء الأسد أو رحيله.
وكانت مصادر محلية، قد كشفت عن اجتماعات تعقدها شخصيات عسكرية مع وجهاء الطائفة العلوية، في كل من الساحل السوري وحماة (وسط البلاد)، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبه، شكك الخبير والمحلل الاستراتيجي العسكري، العميد أحمد رحال، خلال حديثه لـ”عربي21″ في مصداقية الأنباء التي تتحدث عن صراع أو خلافات بين بشار الأسد وشقيقه ماهر.
وبشأن التغييرات التي طرأت، قال رحال إن “اللواء محمد محلا، الذي عُين مستشارا في القصر الجمهوري، بعد إقالته من رئاسة المخابرات العسكري، واللواء كفاح ملحم الذي عين مكانه، هما من الموالين لإيران، وهذا يعني أن التغييرات اعتيادية”، مخالفا بذلك القراءات التي تنظر إلى إقالة محلا على أنها استهداف مباشر لماهر الأسد.
عربي 21