#تغريب #المواطن في وطنه
#بسام_الياسين
حُلكة حالكة تغشى ايامنا.لا جديد في الافق،لا بصيص في #نهاية_النفق.قابل الايام كغابرها،عتمة معتمة. #هزائم متجددة على جبهات #الاقتصاد،السياسة،التعليم،الصحة. #مديونية اثقل من جبل أُحد.اوبئة تُفرخّ اوبئة،عصية.تقلبات مناخية تشي بزيادة رقعة التصحر في بلادنا.فيضانات هناك وجفاف هنا.حروب بينية صامتة و مشتعلة.الكل ينفخ فيها ويصب الزيت عليها.الادهى،ان الانظمة العربية، رابضة كالقدر على خناق شعوبها حتى بالكاد تتنفس. #تضخم يتنامى وعملات تنهار.
اطنان من الكلام عن #التنمية،تتطاير في الهواء كسخام المداخن.الحرية، #الديمقراطية ولا في الاحلام .صحف منشورة على حبال الغسيل،تنشر رديء الكلام، عدا ما يجب ان يُقال.حروفها تتساقط منها كاسنان عجوز، فقد القدرة على علك الماء.اعلام وصحافة،لا احد يسومها بانتيكة.تردد ذات الكلام كالببغاوات.المتغيرالوحيد فيها، صورة ـ شهريار ـ مرة جنرال واخرى حكيم عصره وثالثة طيار.الثابت الازلي،ازدياد بؤرالفقر،اتساع دائرة البطالة،تطور الجريمة من الحجارة للبندقية. العجيبة الاعجب، قصة المخدرات كماً وكيفاً،من دائرة للمكافحة الى جيوش جرارة للمواجهة .
الكآبة صارت الاصل بينما التفاؤل اصبح ضرباً من الخيال.الناس كأن على رؤوسهم الطير.نقابات في موت سريري،حراكات تبحث عن رؤوس كبيرة،اما المعارضة كما الحكومة ـ من ذات الطينة ـ. لاخير فيها بلا تغيير جذري ولا تداول السلطة. نشرات الاخبار تبعث على الاقياء،وتحرك الامعاء.سؤال مركزي :ـ كيف يبقى المواطن على قيد الحياة،وكل شيءٍ يموت.الانهار تنضب والينابيع تغور،والفساد ساد البحر والبر وعمَّ العباد.موت يتمترس خلف الابواب. فيروسات عنيدة.جوع متوحش،برد يقص المسمار، ولا نار،ظلم ولا عدالة،بطالة ولا تنمية،وبعبع الفساد وصل لسرقة اعلاف الحيوانات،وقنص اموال سداد الغارمات بينما الانتحار صار لعبة يومية،بالقفز من اعلى برج في المدينة. في بلادي الحزينة المنكوبة،ليس الموت مشكلة.المشكلة كيف تحيا بكرامة.
تاج الحكمة هذه الايام،ان تحني هامتك.ان تمشي على اربعة،وتتقن الثغاء لتنخرط في القطيع خلف المرياع.ان تآلفت معه واذعنت لاشاراته فانت في النعيم.
هنا ينبت السؤال الشرير:ـ هل العربي شخصية زائدة لا لزوم لها،ولا دور لها على البسيطة ؟!. ان كان نعم،فمن المسؤول :ـ الاسرة،المدرسة،البيئة،السلطة الحاكمة ام كلها مجتمعة ؟!. اذاً كيف الخلاص والابواب موصدة،والافواه مقفلة والحريات معطلة ؟!.وكيف السبيل لاعادة صياغة الانسان،وبنائه بما يتناسب مع عصره،وتحريره من خوفه،وشعوره بالامن والامان المعيشي لا باليُتم السياسي.فبناء انسان اهم الف مرة من بناء ناطحة سحاب.
ملايين العرب تعيش غربة نفسية.لاجئون،مُهجّرون،اطفال شوارع ،سجناء تكتظ بهم السجون،مدمنون يهربون من انفسهم.معاناة قاتلة ، لا بيوت دافئة، لاملاجيء آمنة، لا احد يملك خطة طريق،فمن الاستحالة ان تكون الخيمة وطن،والغربة سكن،والعرب يشكلون الاعلى نسبة من اللاجئين والمهجرين في العالم،ناهيك عن البيوت المستأجرة،والبيوت الآيلة للسقوط التي تسارع في هبوط منسوب المواطنة.مصيبتا اذاً، ليست في الموت ابو المصائب.المصيبة في بقائنا على قيد الحياة.
سياسات حكوماتنا طاردة للخبرات والكفاءات ،ضاغطة على الشرائح والقطاعات،حتى اصبحت الرغبة بالهجرة حلم الاغلبية،ولو فُتحت ابوابها لم يبق في البلاد، سوى الديناصورات النخبوية المتخمة بالثروة. تأتي سنغافورة الحديثة،ورئيس وزرائها ـ لي كوان ـ قدوة :ـ ( اصنعوا الإنسان قبل أي شيء، أَمِنوا له المرافق والخدمات ثم اجعلوه يستخدمها بطريقة حضارية. الدول تبدأ بالتعليم، وهذا ما بدأت فـيه عندما استلمت الحكم فـي دولة فقيرة جداً ).