تعديل المناهج أم تنخيل المناهج / يوسف أحمد العلاوي

تعديل المناهج أم تنخيل المناهج
يوسف أحمد العلاوي
ماجستير دراسات إسلامية
مدرس منذ عام 2003
باحث وكاتب وشاعر

نشط من يسمون أنفسهم بالتنويرين في الآونة الأخيرة وأجلبوا بخيلهم ورجلهم على كل ما هو إسلامي أو يمت له أو يحوم حوله وما ذاك إلا لأنهم يحملون في قلوبهم الحقد الدفين على كل مظهر من مظاهر التدين.

والمشكلة – أيها الفضلاء – أننا نعيش في بلد نص في دستوره على أنه إسلامي وسكانه غالبيتهم مسلمون وقيادته من سلالة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحب رسالة الإسلام ومع ذلك كله نجدهم يهاجمون كل ما هو إسلامي من قريب أو بعيد حتى وصل الأمر بأحدهم أن أساء للذات الإلهية.

ومع هذا وذاك نراهم – وهم قلة قليلة لا يحسبون في نسبة المجتمع – تفتح لهم وسائل النشر كالجرائد العامة والفضائيات وتقام لهم الندوات والدورات واللقاءات على مرأى ومسمع من القاصي والداني فضلا عما لهم من صفحات على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) من إساءات واضحة للدين الإسلامي ولرموزه.

مقالات ذات صلة

وإن مما دندن حوله هؤلاء الناس الهجوم على المناهج التعليمية للصفوف الأساسية في مدارسنا فأخذوا يكتبون ويحاضرون ويعقدون الندوات واللقاءات مطالبين المسؤولين بتعديلها وتطويرها بحجة أنها تحمل الفكر المتطرف الداعشي وهذه الشماعة التي علقوا عليها كل مخازيهم في الإساءة للإسلام والمسلمين حتى بلغ بهم الإساءة للذات الإلهية.

والكل يعلم أن كل مسلم عاقل فضلا عن معلم أو أستاذ أو دكتور أو مثقف يعلم أن داعش لا تمثل الإسلام فهي فرقة ضالة مضلة امتطت الإسلام لتشويه صورته وكل مسلم يحارب هذه العصابة الضالة.

ولكن المشكلة أن هؤلاء الناس يرون الداعشية في كل مظهر إسلامي وكل آية قرآنية وكل حديث نبوي فهم حقيقة يحاربون الإسلام بحجة أنهم يحاربون داعش.

وكنا نظن – وبعض الظن إثم – أن هذا كله لن يتعدى صفحات الفيس أو الجرائد أو اللقاءات الفضائية أو غيرها مما يقومون به.

إلا أننا تفاجأنا مع بداية الدراسة لهذا العام 2016 – 2017 بتعديلات جذرية وتطويرات جوهرية من شأنها مسح وطمس وشطب الهوية الإسلامية من عقول أبنائنا الطلبة.

فرح بهذه التغييرات العلمانيون واليساريون والحداثيون والملحدون ومن اغتر ببهرج كلامهم وزخرف قولهم وطبلوا وزمروا.

حتى خرجت علينا كاتبة في جريدة أردنية عامة لتصف الآيات والأحاديث التي تم إزالتها من المناهج بالغبار الكثيف فقالت:
“سعدتُ أن غباراً كثيفاً نُفض عن النصوص”
– عاملها الله بما تستحق -.

هذا كله جعل الكل يتساءل:

1. ما السبب الداعي إلى هذه التغييرات؟

2. هل الموضوعات التي حذفت واستبدلت (القرآن الكريم والسنة النبوية وسير رموز الأمة من الصحابة ومن بعدهم من العلماء) فيها ما يدعو إلى التطرف؟

3. هل ما حذف أو استبدل كان يثقل كاهل الطلبة؟

4. لمصلحة من هذه التغييرات؟

5. من الجهة المسؤولة عن هذه التعديلات؟

6. هل هناك دعم خارجي لهذه التعديلات؟

7. ما هو الهدف من جعل الأردن الإسلامي يظهر بمظهر العلمانية؟

الجامع المشترك بين المحذوفات هو (الطابع الإسلامي) فهو إما آية قرآنية أو حتى سورة كاملة وإما حديث نبوي شريف أو اسم صحابي أو قصة بطل من أبطال الإسلام أو صورة لجماعة من الطلاب أو الطالبات في المسجد أو الحجاب الشرعي أو اللحية أو ما شابه حتى بلغ بهم الأمر أن حذفوا من سيرة الرحالة ابن بطوطة أنه حفظ القرآن صغيرا.

ومن هنا وبعد أن رأى أهل الكرم والنخوة – أهل الأردن – هذا التغيير الجذري في مناهج أبنائهم ورأوا أنها محاولة لطمس الهوية الإسلامية لدى الجيل القادم – فهي حرب فكرية على أجيالنا القادمة – هب كل منهم باستنكار هذه الفعلة الشنيعة.

فقد كتب في ذلك كثير من المعلمين وهم ممن يحملون الشهادات العالية بشتى فنون التعليم والتربية وممن قضوا السنوات الطوال في التدريس فقد جمعوا بين الخبرة والعلم.

أيضا استنكرت ذلك نقابة المعلمين في بيان خاص بذلك.

أما أهالي الطلبة فيكفينا النظر في صفحات الفيس بوك والتويتر لنرى مدى غضبهم من هذه الفعلة الشنيعة فضلا عن زياراتهم للمدراس ومخاطبة المعلمين بذلك.

كما عجت الصحف والمواقع الالكترونية بمقالات من تربويين وغيرهم استنكارا لهذه الفعلة التي من شأنها طمس هوية أبنائنا الإسلامية وبالتالي إخراج جيل مناهض لدينه ومناهض لمجتمعه ومناهض لكل مظهر من مظاهر الالتزام والتدين.

حتى وصل الأمر إلى إخواننا في الدول العربية حيث نشروا على صفحاتهم صورا من هذه التغييرات مستائين منها مستنكرين لها داعين المسؤولين في بلدنا إلى النظر في هذه التعديلات ومعاقبة المخطئ.

هذا ومن خبث الإعلام المأجور أنه يضلل – كعادته – بنقل صورة القبول لدى المجتمع لهذه التغييرات وهو الكذب الصريح البين.

تنبيه مهم:
على أولياء الأمور الاتصال على هواتف وزارة التربية وايميلاتها الموجودة على الصفحات الأولى من الكتب المدرسية للاعتراض على هذا التدمير الذي حصل في مناهج أبنائهم.

ويبقى السؤالان الأخيران وهما عنوان هذه المقالة:

1. هل ما حصل على مناهج التعليم الأساسية تطوير أم تدمير؟
الجواب: هو تطوير للفكرة العلمانية التي يريدها هؤلاء الزمرة.

وتدمير للمسلمات الدينية والشرعية في نفوس أبنائنا الطلبة ليخرج لنا جيل لا يعرف شيئا عن دينه.

2. هل ما حصل في مناهج التعليم الأساسية تعديل أم تنخيل؟

الجواب: هو تعديل لفكرة التدين التي تسود المجتمع الأردني واستبدالها بالفكرة العلمانية.

وتنخيل لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة ونبذه خلفهم ظهريا.

وسؤال أخير مهم:
هل سيكتفي من يطالب بتعديل المناهج بهذا التغيير أم سنرى في قابل الأيام مزيدا منه؟

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى