تطبيق شيخوخة العقول
أرسلت لي ابنتي رند ليلة أمس صورة لرجلٍ كهل قد اشتعل رأسه شيباً؛ فظننت للوهلة الآولى أنّها صورتي… وتبيّن لي أنّها صورة فلذة كبدي وقلبي قُدامة نتيجة تلاعب تطبيق ‘الفيس آب’ بها… 🙂
وقد عجّت مواقع التواصل في بلادنا بهذه الصور خلال الأيام الماضية رغم مضي سنتين على وجود هذا التطبيق في أسواق الغرب…
ليس غريباً أن ينتشر استخدام هذا التطبيق فالناس بطبعهم فضوليون ويحبّون معرفة المجهول ومعرفة ما يّمكن أن يكون… والناس بفطرتهم يعشقون الدعابة والتندّر والمرح… وهذا التطبيق يحقق هذين الهدفين…. 🙁
الغريب حقّاً هو انتشار الهجوم العنيف من قِبَل بعض أصحاب الأقلام على مستخدمي هذا التطبيق… والمهاجمون على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول هم مجموعة من التقنيّين وأصحاب الحس الاستخباري الذين يخشون حدوث اختراقات أمنية للبيانات الشخصية للمستخدمين؛ وهؤلاء موضوعيون في دوافعهم وإن كانوا يُبالغون في مخاوفهم… فنحن جميعاً نعلم أنّ البيانات الشخصية لمعظم سكّان الكرة الأرضية مُخترقة عبر آلاف التطبيقات والأدوات التي أصبحت جزءاً أسياسياً في معاشنا ومنها بطاقات الفيزا التي نستخدمها جميعاً…. 🙁
الصنف الثاني هم أصحاب الآراء الشخصية من هادمي اللذات من المولعين بالنقد لذات النقد في انتقادهم السفسطائي لاستخدام ولمستخدمي هذا التطبيق؛ فهؤلاء كالحطيئة؛ إن لم يجدوا ما يهجونه وينتقدونه فسيهجون وسينتقدون أنفسهم…. 🙁
الصنف الثالث هم المشايخ الذين سارعوا إلى تحريم استخدام هذا التطبيق بحجّة تحريم الصور أو التغيير في خلق الله 🙂 فالمسألة لا تخضع لجنون هؤلاء المُفتين الضالين المُضلّين الذين شوّهوا صورة الإسلام…. قالوا التصوير حرام… ثمّ أصبح حلالاً… بات التلفاز عندهم حراماً ثمّ أصبحت شاشته حلالً ليظهروا عليها… ثمّ… ثمّ… فالأصل لديهم التحريم في كلّ شيء حتى يثبت العكس بوجود مصالحهم الشخصية… هؤلاء يُشاهدون شعوباً تجوع وتُقتل ولا ينطقون بكلمة واحدة بذريعة “الفتنة”؛ وعندما تكون القضية تافهة كهذا التطبيق تجدهم يصرخون بأعلى صوتهم: هذا حرام…هذا فسق… هذه بدعة… هذه فتنة 🙂
الأمر أبسط من كلّ هذه التعقيدات وهذه الفذلكات وهذه العُقد النفسية يا جماعة.. 🤣😂 يا سادة، دعونا ننظر إلى الموضوع ببراءة فالناس بحاجة إلى ما يُدخل على قلوبهم السرور بعيداً هذا الجنون… 🙂 ترى هل نحن بحاجة إلى تطبيق Brain App بدلاً من تطبيق Face App ليكشف لنا عن شيخوخة عقولنا بظل شيخوخة وحوهنا… 🙁 يا سادة، لقد هرمنا وسئمنا هذا الخَرَف الفكري… 🙁 والله أعلم وأحكم
#والله_واتلولحي_يا_دالية
