
سواليف – أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور رفعت الفاعوري ، ضرورة ضبط منظومة التعليم في الأردن وإعادتها إلى مسارها الصحيح، بهدف إعداد جيل يتمتع بالمهارات والقدرات الكافية للمنافسة في سوق العمل المحلي والعربي، لاسيما وأن الشباب المؤهل والمُدرب هم رأس المال البشري للوطن .
وقال الفاعوري ، ان الجامعة وان ارتفعت بأسوارها ، فهي ليست حبيسة تلك الأسوار التي لا لم تمنع التأثير الحضاري والثقافي والاقتصادي في محيطها .
حديث الفاعوري جاء خلال محاضرة له حول ” التعليم العالي وإستراتيجية جامعة اليرموك ” بحضور نخبة من أبناء المجتمع المحلي وممثلي القطاع التجاري والصناعي في محافظة اربد نظمته دائرة العلاقات العامة والإعلام في الجامعة في ديوان آل التل ، في سابقة لتلك اللقاءات المنظمة خارج القوالب الرسمية .
وقال الفاعوري ان معظم مؤسسات التعليم العالي في الأردن انحرفت عن مسارها من حيث الغاية من إنشاء الجامعات المُتخصصة ، مُستشهداً بانفصال جامعة العلوم والتكنولوجيا عن جامعة اليرموك الأم واستئثارها بالتخصصات العلمية لسنوات طويلة ، وتحول جامعة ال البيت من الاختصاص بالتراث الإنساني إلى جامعة عادية ، وكذلك تحول جامعتا البلقاء التطبيقية والطفيلة التقنية من الاختصاص التقني الذي انشئتا من اجله إلى جامعات تحتضن جميع التخصصات .
وأضاف أن تلك العوامل أدت إلى زيادة أعداد المقبولين في الجامعات الرسمية وافتتاح العديد من الجامعات الخاصة ، مشيراً الى ان طاقة اليرموك الاستيعابية لا تزيد عن 18 ألف طالب في الوقت الذي تحتضن فيه أكثر من 38 ألف طالب وطالبة .
وأشار الفاعوري ، إلى أن اعتماد أسلوب التلقين في العملية التعليمية، يعتبر بحد ذاته كارثة، وأحد أهم أسباب تراجع التعليم في الوطن العربي، واسهم في حالة التقدم البطيء في الدول العربية .
وأكد أنه آن الأوان للانتقال إلى أسلوب التحليل والاستقراء والاستنباط بما يسهم في إعداد الطلبة وفق احدث ما توصل إليه العلم ليكونوا روادا على مستوى العالم، مشدداً ضرورة دعم الجامعات ومساعدتها في الخروج من أزمتها المالية التي أثرت سلبيا وبشكل كبير على بنيتها التحتية، وتنمية مواردها البشرية.
وحول قضية العنف في الجامعات ، أشار الفاعوري الى تأثير ظاهرة العنف الطلابي سلبياً على أعداد الطلبة الوافدين فيها وتناقص أعدادهم، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات جادة من اجل الحد من هذه الظاهرة.
وقال ان العقوبات التأديبية قد تكون رادعاً للطلبة عن ممارسة العنف ، إلا انه يجب ان يكون هناك بالتوازي إجراءات وقائية لتلك الظاهرة ، مشيرا إلى تنظيم جامعة اليرموك لأكثر من 180 نشاطاً خلال عام يختص بمعالجة العنف الطلابي والإرهاب والتطرف علاوة على الطلب من المدرسين لإفراد خمس دقائق من كل محاضرة للحديث عن آثار العنف السلبية على الجامعات .
وبين ان الجامعة بالتعاون مع اتحاد طلبتها ستطلق قريباً “ميثاق شرف” لطلبتها من أجل نبذ العنف في الجامعات، مشددا ضرورة تحصين الطلبة ضد الفكر المتطرف الذي يستهدف الشباب من أجل نشر أفكاره المتطرفة والعبث بالأمن الوطني وهو الأمر الذي يجب ان بكون بجهود جمعية بين مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية .
وأكد الفاعوري ، أهمية تعزيز العلاقة التشاركية بين اليرموك والمجتمع المحلي، وتفعيل دورها المحوري في تنمية مجتمع محافظة اربد،لا سيما وأنه كان لها دوراً إيجابياً منذ نشأتها في تطوير وتنمية مجتمع المحافظة اقتصادياً واجتماعياً.
ولفت الى أن الخطة الإستراتيجية للجامعة للأعوام 2016-2020 تفرد مساحة كبيرة للتفاعل مع المجتمع المحلي، وتعزيز العلاقة التشاركية بين الجامعة والقطاعين الصناعي والتجاري، بهدف تحقيق مهمتها الرئيسية التي تتمحور في العملية التدريسية والبحث العلمي وخدمة المجتمع ، مشيراً الى افراد بنود في تعليمات الترقية الجديدة لأعضاء هيئة التدريس تختص بمدى إسهام المدرس الجامعي بخدمة مجتمعه المحلي .
وقال ان الجامعة تبنت فكرة الحاضنات مع المؤسسات الصناعية والتجارية علاوة على إطلاقها مبادرة ” معاً نرتقي بجامعتي ” الهادفة الى تحفيز القطاع الخاص لتجهيز بعض القاعات الصفية تم تجهيز عدد منها خلال المرحلة الماضية ، مضيفاً ، ” ان بناء الكليات والقاعات العلمية لا تقل اهمية عن بناء المساجد ” .
وقال إن المشروعات الدولية والخارجية التي تشارك بها اليرموك من خلال أعضاء هيئة التدريس فيها تهدف وبشكل رئيس من أجل نقل المعرفة وآخر ما توصل إليه العلم في مختلف المجالات في الجامعات العالمية المتقدمة إلى جامعة اليرموك، وللنهوض بمستوى البحث العلمي بما يسهم في بناء وطننا العزيز وتطوير مؤسساته.
وبين أن اليرموك تقوم بمراجعة مسيرتها الأكاديمية وتقييمها من اجل معالجة مواطن الخلل إن وجدت ومراجعة طرق وخطط التدريس والأساليب المتبعة في التقييم والامتحانات للطلبة بهدف بناء اقتصادنا المعرفي والتركيز في العملية التعليمية على النوع بدلا من الكم، بما يسهم في وصولها الى العالمية وأن تتبوأ مراكز متقدمة في التصنيف الجامعات العربية والعالمية.
وكان المحامي عبد الرؤوف التل قد أشاد في بداية اللقاء بدور جامعة اليرموك منذ نشأتها في تنمية وتطوير وخدمة المجتمع المحلي وتنشيط القطاع التجاري في المحافظة، مؤكدا ضرورة دعمها ومساندتها في عملية التطوير والتحديث التي تشهدها.
ودعا التل الى تأسيس مبادرة لتشكيل لجنة “أصدقاء جامعة اليرموك” لتكون حلقة الوصل بين الجامعة في المجتمع المحلي، وتتبنى قضايا الجامعة، وتقدم المساعدات الممكنة مادياً ومعنوياً للطلبة والجامعة على حد سواء.
وفي نهاية اللقاء الذي حضره نائبا رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والإدارية الدكتور زياد السعد، والدكتور جمال أبو دولة وعدد من العمداء والمسؤولين في الجامعة، جرى حوار موسع أجاب خلاله الفاعوري على أسئلة ومداخلات الحضور.
الرأي