الحلقة الأولى من …طراطيش فساد..!!

وطــــــــــــن نيـــــــــــــوز / خاص وحصري

كتب محرر وطن نيوز لشؤون الفساد …

شخصيتنا في هذه الحلقه … شاب من مواليد 1983 تخرج من إحدى الجامعات الحكومية بشهادة البكالوريوس في علم الحاسوب وبمعدل مقبول.

كغيره من الآلاف الذين اختاروا تخصصاتهم في الجامعة بسبب معدلهم في التوجيهي وليس بسبب الرغبة أو الميول، فإن معلوماته في تخصصه كان بالقدر الأدنى الذي يسمح له بالتخرج من الجامعة والحصول على الكرتونة لتقديمها لديوان الخدمة المدنية. ولذلك كان من الطبيعي أنه لا يتقن أي لغة برمجة بشكل محترف.

بعد التخرج لم يستطع المنافسة في القطاع الخاص، فعباقرة البرمجة منتشرين في كل مكان وهو ليس منهم، تم رفضه من قبل كل الشركات المتخصصة في مجال تقنية المعلومات وبعد ما يقارب السنة من البطالة استطاع بشق الأنفس الحصول على وظيفة كاشير في أحد محلات السوبر ماركت براتب 250 دينار.

لم يستمر الحال طويلا، فشخصيته لا تساعده على التعامل مع الناس، تم طرده بعد عدة أشهر وانضم مرة أخرى إلى صفوف العاطلين عن العمل.

بعد فترة بطالة ثانية استمرت عدة أشهر، التقى بأحد الأجانب في إحدى الكافيهات الفاخرة جدا في عمان الغربية، الذي عرض عليه العمل معه في مكتبه. . . فوافق صاحبنا الشاب بدون تردد.

ثم سأله عن الراتب الذي يقنعه للعمل معه، فأجاب: أطمح بالحصول على راتب ثلاثمائة دينار.

هنا ضحك الأجنبي وعّدل من جلسته، وقال له: ما رأيك لو عرضت عليك أن تعمل عندي براتب ألف وثلاثمائة دينار شهريا هل توافق؟

ظهرت ملامح الدهشة على الشاب حديث التخرج، وفتح فمه وتسمر في مكانه من غير حراك، وظن أن في الأمر مزحة ثقيلة الدم، أو ربما أنه أخطا في سماع الرقم، فالحوار كان يدور بينهما باللغة الإنجليزية، وهو بالكاد يستطيع التحدث بها وفهمها.

فهذا الراتب خيالي ولا يحلم به من يملك عشر سنوات خبرة حقيقية في مجاله تخصصه. وهو ما زال حديث تخرج وكل طموحه أقل من ذلك بألف دينار.

بانت مظاهر الصدمة على وجه الشاب ولم تفلح محاولاته لإخفائها، ثم تمتم بصوت خافت: لكن عفوا أنا حديث تخرج، ولا أملك خبرة في مجال تخصصي و أنت تريد أن تعطيني ……

قاطعه الأجنبي بسرعة وقال: نعم الرقم الذي ذكرته لك صحيح، هذا سوف يكون راتبك الشهري لو عملت تحت يدي.

فسأله مرة أخرى: عفوا، أنا لا أتقن البرمجة أو أي شيء له علاقة بدراستي.

فقاطعه الأجنبي مرة أخرى قائلا: أعرف ذلك، وهذا بالضبط ما أريده!

فقال الشاب: ولكن ما هي طبيعة عمل شركتك بالضبط؟

هنا ابتسم الأجنبي وقال: لا تسأل، سوف تعرف طبيعة عملي لوحدك لاحقا، سوف أجعلك مليونير في غضون سنوات قليلة.

ولكن الآن سوف أخبرك أنني زوج مديرة مكتب شخصية نسائية بارزة.

بعد أيام قليلة، بدأ الشاب حديث التخرج عمله في هذه الشركة.

نحن الآن في عام 2008 والشاب الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، يتقاضى راتب أمين عام وزارة بخبرة تعادل ربع قرن.

في الحلقة القادمة سوف نعرف كيف تحول الكاشير في السوبرماركت إلى فارس من فرسان التغيير !

وطن نيوز

ف . ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى