#تضحكين_فنخجل
د. خولة مغربي
تحملين نعشه ضاحكةً، فنُنَكِسُ رؤوسَنا، وندفن كرامتنا في الرمل، وتزغردين في موكبه الأخير، فأية أمٍّ عظيمة أنتِ؟ تشدّين على جرحك وتمضين، هل أنتِ #الثكلى، أم نحن #الموتى؟ لقد أصبحنا جيفة نَزكمُ أنوفنا، وننفِرُ منّا إلى عارنا، أنّى لنا أن نغسله، وأنّى لنا أن نتطهّر وننال الغفران؟! فهو محَرَّم علينا، ولا نستحقه، ما دُمنا موتى الضمائر، وموتى الفعل، وموتى القضية، وموتى الوطن، يُجلِلنا الخزي من قمة الخذلان إلى أخمص الانكسار، فهل نأكلُ أعضاءنا عقاباً لنا؟
تُشيعينه عريساً أنيقاً بأناقة الشهادة، في كامل دحنون الثلاثين، تقفين كأمّ سعد شامخة صامدة، أنتِ نخلة الكرامة، ونخيل العزة، لا يَفِتُ عَضدِكِ سجّان ولا قاتل جبان، لا تنكسرين للريح، عنقاء أنتِ وثامن المستحيلات والعجائب، أما نحنُ، نحن العجزة ، لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم، ولا نحسُّ أيضاً، هل رأيتم إنساناً ميتاً يأكل وينام؟ إنه نحن، العار لنا وويل الخيانة، لنا الخيبات الكثيرات، فنحن نتعاطى الذّل حتى الثمالة والهزيمة حتى التجشوء.
تصلنا وصيتك الأخيرة، وقد امتثلت لها أمُّك، وكانت عصيّة على #البكاء أو الانحناء، فهي الدرس المفيد، ومنارة الطريق الطويل، أما أنتَ، فأنتَ ناسِك ُ نابلس، عاشقها ومجنونها، ولكنك العاقل فينا الذي يحمل مِشعل الحرية ويحرسها.