تصليحات
رائد عبدالرحمن حجازي
#مثقال نهض من فراشه ووجهه يتصبب عرقاً ونبضات قلبه تجاوزت كثيراً حدودها العُليا وبعد أن أدرك أنه كان حُلماً حمد الله وشكره ، لكنه ما زال مرعوباً من ذلك #الحلم ، زوجته زريفة والتي استفاقت من نومها بسبب ما أحدثه مثقال من حركاته اللاإرادية راحت تمسح على رأسه وتقرأ له المعوذات وناولته كأس الماء ليشرب ويهدىء من روعه ، وبعد فترة عادا للنوم .
وفي الصباح جلس مثقال في مكانه المعتاد في غرفة الجلوس مع سيجارته وفنجان القهوة يسترجع في ذاكرته ذلك الحُلم الذي رأى نفسه يهوي من أعلى الطور بإتجاه واديٍ سحيق لتتلقفه تلك #الصخور الضخمة التي كانت في مجرى ذلك الوادي فيرتعش جسمه بسبب شدة ارتطامه بتلك الصخور . وهنا بدأ مثقال يلوّم نفسه ويعاتبها حينما تذكّر مطالب أهل بيته والتي كانت في غالبيتها مطالب عامة ومتواضعة وتعود على الجميع بالفائدة وكيف أن رده كان دائماً بالنفي واللامبالاة . مع العلم أن تلك #المطالب ذات كُلف مادية بسيطة ، وقال لنفسه : بكفي عاد يا مثقال ما ظل من العمر قد ما راح منه خلص افرجها على أهل بيتك وخليهم يدعوا لك بالرحمة بعد ما تقوطر .
فزوجته زريفة كان أكبر همها هو تغيير برادي النوافذ وخصوصاً لغرفة الضيوف والتي كلحت وعفى عليها الزمن بسبب الشمس وتحول لونها من الأبيض إلى الأصفر الباهت بسب دخان سجائر مثقال أيضاً . أما مطلب ابنه البكر طايل والذي يعاني من تحسس قوي من لدغات البعوض ، فقد كان عبارة عن تبديل منخل الشباك للتخلص من الفتحات الكبيرة التي أحدثها الصدأ والتي كانت منفذاً سهلاً للبعوض والحشرات الطائرة ، وزوجة ابنه سليمة المصابة بأكزمة جلدية في يديها لطالما كانت تتمنى أن ترتدي قفازات ضد الماء والصابون أثناء جليها اليومي لأواني الطعام ، محسن الحفيد المدلل لم يكن خارج تفكير مثقال فهو الآخر له مطالب عدة ولكن أهمها هو زيادة مصروفه اليومي . بالرغم من أنها مطالب بسيطة وغير مُكلفة إلا أنها كانت أماني وأحلام بالنسبة لأهل بيته كونه هو ضابط الإدارة للموارد المالية للجميع .
إنتهى مثقال من شرب فنجان القهوة وأنتهى معه ذلك التفكير وكعادته رمى بقمع السيجارة من النافذة وقال : اللهم اخزيك يا شيطان .