تصريح غير موفق
المهندس : عبدالكريم ابو زنيمة
بداية أعبر عن موقفي وقناعتي الرافضة لأي شكل من اشكال #التطبيع وأطالب باستبدال كلمة إسرائيل أينما وجدت بكلمة #العدو_الصهيوني ، سعادة النائب أحمد القطاونه صرح ونسب ارتفاع أسعار الخضار بسبب تصديرها للكيان الصهيوني ومستعمراته وهذا مجاف للحقيقة ، فأسعار الخضار وعلى مدى سنوات تباع بسعر التكلفة وغالباً بأقل من التكلفة الأمر الذي أدى الى تراكم خسائر المزارعين وتراكم ديونهم للقطاعين العام والخاص وبيع الكثيرون منهم لأراضيهم وغالبيتهم مطلوبون اليوم للمحاكم بسبب هذه الديون ، لكن يحصل هناك ما نسميه طفرات في ارتفاع الأسعار والسبب الحقيقي لها هو إما الانتقال بين عروتين زراعيتين حيث يقل العرض ويزيد الطلب وأما بسبب البرودة الشديدة كما نشهده هذه الايام حيث ترتفع الحرارة نهاراً وتنخفض بشكل حاد ليلاً مما يتلف أزهار الخضار وبذلك ينخفض الإنتاج مما يزيد الطلب عليه وترتفع اسعاره ، هذه الطفرات في الحالتين لا يزيد عمرها عن ثلاثة أسابيع في السنة ، وهل يعلم سعادته بأن انتاج البيت البلاستيكي في هذه الايام “البرد” بأحسن الاحوال لا يتجاوز ثلاثة صناديق – أي لو بلغ ثمن صندوق الخيار على سبيل المثال 20 ديناراً فإن المزارع خسران ! علماً أن متوسط انتاج البيت البلاستيكي بحدود 25 صندوق في الظروف العادية ، وأي تصريح في غير مكانه وزمانه سيؤثر سلباً على هذا النشاط الاقتصادي الهام جداً .
أما ما يخص التطبيع الذي يرفضه الشعب الأردني الذي تحدث عنه سعادة النائب فإنه مرحلة من مراحل إتفاقية السلام ومتطلب من متطلبات صفقة القرن الذي يجري تنفيذها عملياً من خلال توقيع الاتفاقيات والمشاريع الاقتصادية وربط الاقتصاد الصهيوني مع الأقليم ، وما نتابعه من تسريع لوتيرة التطبيع مع بعض الدول الخليجية هو خير شاهد على ذلك ، إن أحرص الناس للتصدي لهذه المرحلة والمتطلب هم المتشبثون بأرضهم التي تمثل لهم الماضي والحاضر والمستقبل والسيادة والعزة والكرامة والعيش الكريم – إنهم المزارعون ، وبالعودة لاتفاقية السلام فما كان لها أن توقع وتمرر لولا غض الطرف من قبل التيار الذي يمثله سعادته ، فهل خروج النواب من المجلس لحظة التصويت على الاتفاقية عام 1994 يمثل موقفاً وطنياً للتصدي لأخطر أتفاقية نواجهها ! أين كانت الحشود والجماهيرية التي يمثلونها عندما جرى التمهيد للاتفاقية ؟!
هناك ما هو أخطر بكثير إن كان هناك تصدير للخضار للكيان الصهيوني ، فلو نظر سعادته من مكتبه لرأى العلم الصهيوني يرفرف أمام ناظريه ، ولو أضاء مكتبه لعرف أن مصدر الطاقة صهيوني ، ولو تناول فطوره لعلم أن غاز طبخه صهيوني ، وبالتأكيد سعادته يشاهد أرتال الجيوش الأجنبية وغالبيتهم صهاينة على الطريق الصحراوي ، ولو جال في باديته لرأى القواعد العسكرية الأجنبية تدنس صحاريها ، وهل لديكم إطلاع على بنود هذه الاتفاقية التي أدخلت الصهاينة علينا من أوسع الابواب يا سعادة النائب ! وأن كنتم مطلعين عليها فهل تقبلون بنودها وشروطها ؟؟!، ما موقفكم من التنسيق الامني مع دويلة الصهاينة ؟، ما موقفكم من بيع وتأجير الاراضي الاردنية والمطار والميناء؟! …الخ !
هناك أمور حياتيه كثيرة أثقلت كاهل المواطن الأردني وللأسف مُررت من خلال مجالسكم التي شاركتم بها وأنتم تعرفون وتعلمون علم اليقين بأن قانون الانتخاب مُفصّل على مقاس مصالح وأهداف الوكلاء الغربيين والصهاينة ممن يحملون الجوازات الأردنية وأن مشاركتكم ووجودكم وغيركم ممن يدّعون تمثيل تيارات عقائدية وفكرية أخرى في المجلس كعازف اليرغول في الزفة ينفخ وينفخ ليخرج منه أنغاماً تطرب الآخرين ويرقصون عليها والزفّة ماضية بكم وبدونكم ! أنتم من شرّعتم القوانين الضريبية المجحفة وقوانين الاستثمار التي سيدخل من خلالها الصهاينة ، أنتم من مررتم التعرفة الكهربائية ورفعتم أسعار المحروقات التي تباع للمواطن بثلاثة أضعافها ما أدى إلى رفع تكلفة الإنتاج الوطني الصناعية والزراعية وأخرجتها من المنافسة ، وأخطر ما أضفيتم عليه الصبغة الشرعية هو مشاركتكم في المجالس النيابية التي أفضت الى التعديلات الدستورية عام 2016 والاخيرة عام 2021 وجعلت من مجلسكم تابعاً لا سيداً ولم يعد فيها الشعب الأردني مصدراً للسلطات !
ما نأمله منك يا سعادة النائب وزملاءك أن تقفوا الى جانب المزارع والصناعي وقطاع التعليم ، هذه القطاعات التي تشكل القاعدة الرئيسة لبناء الوطن ، قطاع الزراعة والصناعة هما الحاضنان الكبيران للتشغيل وخلق فرص العمل ورفد الخزينة العامة للدولة إن أحسن الاستثمار فيهما ، عليكم بدعم الخطط الاستراتيجية والخطط الفرعية لهذين القطاعين وتطوير منظومة التعليم ، عيكم تخفيض فاتورة الطاقة لهما ، عليكم سن التشريعات الحمائية للمنتج الوطني والتشجيعية للتمويل المالي لهما وتشجيع الصادرات ، عليكم إلزام الحكومة بإيجاد البنية التحتية اللازمة للشحن والتصدير وإنشاء المصانع التحويلية للإنتاج الزراعي … الخ ، هذه المواقف الوطنية إن تبنيتموها ستكسبون الشعبية والنجومية .