تصريحات فريدمان الخطيرة / عمر عياصرة

تصريحات فريدمان الخطيرة

في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، نشرت السبت الماضي، قال ديفيد فريدمان، السفير الاميركي في اسرائيل: «لدى اسرائيل الحق في الاحتفاظ ببعض الضفة الغربية، لكن ليس كلها على الارجح».
طبعا، فريدمان من اهم عرابي صفقة القرن، واظنه يشعر بأزمتها، لذلك تراه يريد تأكيد «دفعات» سياسة الامر الواقع التي بدأت بالقدس واللاجئين وها هي تتحدث عن جغرافيا الضفة الغربية.
نتنياهو يتحدث في ذات المنطق، فوعوده تقول انه سيضم المستوطنات اليهودية في الضفة الى دولة الكيان الغاصب، وهي مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير شرعية.
لابد من خطة لمواجهة الامر، فتراجع اندفاعة صفقة القرن لأسباب متعددة، منها اعادة الانتخابات في اسرائيل، لا تعني ان الامور بخير، فسياسة الامر الواقع وتهويد القدس، كلها، ملفات تحتاج لمواجهة.
هناك اذان صاغية في الولايات المتحدة الاميركية يجب التواصل معها، فقد تقدم مشرعون اميركيون بينهم من ينتمي للحزب الجمهوري بمشروع قانون يؤكد حل الدولتين وفي ثناياه ما يرفض خطة ترامب وفريقه.
الرد الرسمي الفلسطيني على تصريحات فريدمان تمثّلت بإعلان الخارجية الفلسطينية دراسة تقديم شكوى ضد السفير الأمريكي أمام محكمة الجنايات الدولية باعتبار أن تصريحاته تمثل «خطرا على السلم والأمن في المنطقة».
تلك خطوات جيدة، لكن لابد من خطة موازية تشتبك مباشرة وبقوة مع سياسات امر الواقع الخطيرة التي ينفذها نتنياهو بدعم مطلق من فريق ترامب المنحاز بشكل سافر لرؤية الاستيطان والمستوطنين.
الشكوى، ومنطق «الولولة» لا يكفي ولا يتناسب مع حجم ما يقوم به فريق سياسات الامر الواقع «الاسرائيلي الاميركي» المشترك.
لا اعرف طريقة بعينها، لكن ما افهمه ان السلطة الفلسطينية كما كل التنظيمات الوطنية والاسلامية غربي النهر مطالبة باجتراح ما يمنع تلك السياسات ويعرقلها.
الاردن بدوره مطالب بمزيد من الاشتباك في موضوع القدس والضفة على السواء، هناك ارتياح من كبح جماح اندفاع الصفقة، وهنا يمكن ان نلتقط الانفاس ونعمل على مواجهة فريق المستوطنين الارعن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى