سواليف
وصل سواليف التصريح التالي من مجلس عمداء الجامعه الهاشمية حول اخر المستجدات في الجامعة والقرار الذي تم اتخاذه بخصوص قضية الطالب ابراهيم غبيدات والذي تم فصله قبل ايام فصلا جزئيا من الجامعة لمدة اربعة فصول دراسية
تاليا نصه
توضيح رسمي من مجلس عمداء الجامعه الهاشمية
تعتزّ الجامعه الهاشمية بالاسم الذي تحمله (الهاشمية) والذي يحمل معاني الخير والنماء والانتماء والعمل الدؤوب لخدمة الوطن في ظل قائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم.
وتفتخر الجامعة الهاشمية بما حققته من إنجازات كبيرة على الأرض خلال السنوات الماضية والظاهرة للعيان ولكلّ ذي بصر. وكان للجامعة الهاشمية الشرف بزيارة سيّد البلاد جلالة الملك المعظّم، وبتفضّل جلالته بمنح الجامعة وساما ملكيا ساميا، نتيجة إنجازاتها، وبخاصة في مجال الطاقه الشمسية، وحسن إدارة مواردها. والوسام الملكي السامي نيشان فخر واعتزاز على صدر أسرة الجامعة الهاشمية كلّها. ثمّ كانت زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله للجامعة، وتفقدها السامي للمشاريع التي أنجزتها الجامعة، وكلّ ذلك يحثّنا على أن نعمل وندأب بما يليق بهذه التكريمات الملكيّة السامية.
إنّ الجامعة الهاشمية تؤمن بسياسة الحوار، والديمقراطية وحرية التعبير، وبمبدأ الباب المفتوح، وهي التي كانت سباقة إلى المبادرة باعتماد مبدأ القوائم النسبية المفتوحة في انتخابات مجلس الطلبة، لضمان أفضل تمثيل ديمقراطيّ للجسم الطلابيّ. فالجامعة تؤمن بتلك المبادئ السامية كلّها، بدءا من رئيس مجلس أمنائها الأستاذ الدكتور مروان كمال، وأعضاء مجلس الأمناء، ومجلس العمداء وانتهاء بكلّ العاملين فيها، فهم يُجمعون على أنّ الطلبة أبناؤنا، وفي الوقت نفسه يحرصون على تطبيق القوانين والأنظمة والتعليمات التي تجذر الأعراف الجامعية، وترتقي بالمؤسسات وبالصبغة المؤسسيّة. ولذلك كلّه كان من واجبنا القانوني والأخلاقي أن نبيّن أن ما أُثير حول فصل الطالب إبراهيم خالد عبيدات لأربعة فصول جامعية قد مرّ بالتسلسل الإداري، ونتج من لجنة تحقيق تضمّ أربعة أعضاء هيئة تدريس ومدير الخدمات والرعاية الطلابية، ثمّ لجنة تأديب، تضمّ خمسة أعضاء هيئة تدريس، اعتمادا على معطيات وحقائق قانونيّة موجودة أمامهما، وعلى لوائح معلنة ومعتمدة. وإنّ وثائق التحقيق موجودة يمكن للجهات الرسميّة والقانونية أن تطلبها بالطرق الرسمية، للاطلاع على المعطيات، ومجريات التحقيق، وحيثيّات القرار.
وتهيب الجامعة الهاشمية بكل الإخوة وفي أي موقع من داخل الجامعة وخارجها، ومن أبنائها الطلبة عدم الانجرار دون استجلاء الحقائق، ودون التأكد من حيثيّات القرار الذي تم اتخاذه بحق الطالب إبراهيم عبيدات، الذي تقدّم بتظلّم لرئيس الجامعة قبل ظهر يوم الخميس 27/10/2016 ضمن المدّة القانونيّة للتظلّم، وقام رئيس الجامعة بعرضه أصوليًّا على مجلس العمداء، وهم مجموعة رفيعة من الأكاديميين الحكماء، الحريصين على مصالح الطلاب، وعلى المؤسسية في العمل، وعلى سيادة القانون. ومجلس العمداء هو صاحب القرار في هذا الشأن.
إنّ الإعلام أحد أعمدة البناء الوطنيّ، وننتظر منه دائما السعي إلى الحقيقة وتعزيز المنجزات، وأن يكون عونا للجامعات في مهمتها؛ فالحفاظ على سمعة الجامعات والتعليم في هذا البلد واجبنا جميعا، فإنّ المنجز الجمعيّ لهذا الوطن ملك لكل واحد منّا.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ الإعلام المهني الموضوعيّ يبحث عن الحقيقة ويستقصيها، ويستمع إلى كافة الآراء من دون انحياز أو تعجّل أو اندفاع، فالجامعة تؤكّد أنها حريصة على سمعتها وسمعة الطالب المذكور فهو جزء عزيز من الجامعة، شأنه شأن أبنائنا كلّهم، فلن تنجرّ الجامعة وراء سبقٍ أو خطوة إعلاميّة تقوم من خلالها بنشر ملف الطالب، لأنها تعمل وفق أعراف أكاديمية وأطر قانونية، والطالب هو ابنها وهي حريصة على سمعته، فهي تحرص على عدم إعلان ملفّ الطالب حفاظا على خصوصيّته، ولذلك تؤكّد أنّها لن تنساق في معركة إعلاميّة، حتّى لو ووجهت بكثير من الادّعاءات التي تبتعد عن الحقيقة بقصد أو بغير قصد.
وتهيب الجامعة الهاشمية بكل من تدخل للتوسّط للطالب عبيدات، أن يستجلوا الحقيقة كاملة، فهم صوت العقل في مجتمعنا الكريم، ونخصّ بالذكر بعض نوابنا المحترمين، الذين تؤكد الجامعة الهاشمية تقديرها لهم وتثمينها مواقفهم، وهم الذين يتحمّلون مسؤولية التشريع في وطننا العزيز، ولكنها تأمل منهم القيام بدورهم الوطنيّ، وهذا واجبهم وحقهم، لأن الجامعة الهاشمية تحترم هذا الدور وتقدّر ذلك العمل، ولذلك فإنّها تأمل منهم أن يظلّوا صمامات أمان، حريصين على معرفة الحقائق، لأنهم حريصون على سمعة الجامعة الهاشمية، وجامعاتنا الوطنية، التي حققت إنجازات نفتخر بها ويفتخر بها كل مواطن، وأن يدافعوا عن استقلال الجامعات التي هي سبيلنا للارتقاء بالتعليم العالي في هذا الوطن الغالي.
إننا في الحقل الأكاديميّ حراصٌ على أن يظلّ باب الحوار العقلانيّ مفتوحا، ضمن أطر الديمقراطيّة وحرّيّة التعبير، والمسؤوليّة. وسنظلّ نعمل ضدّ صناعة أيّ تعارضات بين فكرة سيادة القانون وحرّيّة التعبير عن الرأي. حتّى نبتعد بجامعاتنا الغالية عن محاولة إرساء طريقة عمل قوامها التجييش، والاحتجاجات، فيما يخصّ أيّ إجراء قانونيّ أو إداريّ، أو أكاديميّ، وهي طريقة تبتعد عن الحوار، ومقابلة الفكرة بالفكرة، وذلك مسلك يقود إلى الدخول في المساومات، ويشكّل خرقا لمبدأ سيادة القانون، ضمن أطر التطرّف لصالح التعبير عن الرأي، ولو على حساب تعطيل مؤسسة وطنيّة، وذلك ما لا يمكن لصوتِ العقل تحمّله.
لقد كان حريّا بأبنائنا الطلبة أن يدركوا أنّ الخطوة الأولى في هذه المسألة هي تقديم تظلّم لرئيس الجامعة، كما هو مكتوب في الرسالة التي وجّهتها عمادة شؤون الطلبة للطالب عبيدات، وهو الإجراء القانونيّ الذي يسبق اللجوء إلى تنظيم اعتصام يعطّل الحياة الجامعية، وبما أنّ الطالب عبيدات قد تقدّم بالتظلّم قبل ظهر يوم الخميس 27/10/2016، فإنّ التصرّف الطبيعيّ كان يقتضي الانتظار حتى يدخل التظلّم في المسار القانونيّ، ويستجيب له مجلس العمداء، من دون المسارعة لتنظيم اعتصام، ومن دون كثير من الاستجابات الإعلاميّة وكثير من المواد المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعيّ، حتّى يتمكن مجلس العمداء من اتّخاذ قراره بهدوء، وليس بالصوت المرتفع.
وإنّ المواطنة الصالحة تقتضي عقلا الاحتكام إلى سيادة القانون تكريسا للسلم الاجتماعي، وإسقاطا للتهويل والتحريض والصوت المرتفع، واحتراما للعلم ودُور العلم والعلماء.
وقد عُرضت حالة الطالب عبيدات على مجلس العمداء ضمن جدول أعماله، وفي جلسته العادية اليوم الإثنين الموافق 31/10/2016 ونوقشت بشكل مفصّل، فقرّر مجلس العمداء تشكيل لجنة من ستة من السادة العمداء للنظر في المسألة، وتقديم تقرير بخصوصها إلى مجلس العمداء خلال أسبوع من تاريخه، لاتخاذ قراره فيها، وذلك لمزيد من الدراسة للحالة.
وأخيرا فإن الجامعة الهاشمية مؤسسة وطنية وهي لكل أبناء البلد. والطلبة هم أبناؤها، والعاملون هم والطلبة أسرة واحدة تعمل فريقا واحدا لمصلحة الوطن والمواطنين. والله يحفظ الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.
مجلس عمداء الجامعة الهاشمية