#تسليع_الجسد
#قاسم_الزعبي
عندما كنا صغارا…(لما كنا نلعب عالبيدر دواحل وقلول) كان الاستاذ يسألنا واحدا تلو الاخر عن مستقبلنا وماذا نحب أن نكون.. كانت الاجابات جاهزة وربما مكرورة بين بعض الطلبة(طبيب.. مهندس.. طيار.. قاضي…)…حتى ضعاف التحصيل العلمي كانوا يقولون ذلك أملا منهم بأن يتحسنوا فيصبحوا أطباء او مهندسين.. ولاضير في ذلك… فالحلم حق مشروع للانسانية جمعاء..
اليوم وبعد ان تغلغت فكرة تسليع الجسد بيننا.. صرنا نسأل اولادنا وطلبتنا فتكون الاجابات كالاتي(لاعب مثل ميسي.. مطرب مثل عمرو ذياب.. ممثل مثل محمد رمضان) ولو كان الطالب شاذ التفكير ضعيف النفس. يمكنك حينها ان تسمع منه عبارة(بدي اصير مثل التكتوكر فلان او الفاشينستا فلانة)…
الجامع بين هذه الاجابات المحدثة… ان كلا من المطرب والممثل والرياضي يعتمدون على أجسادهم في جلب المال وتحصيل الشهرة… فنجد أحدهم يركب طيارته الخاصة واضعا (عبطة) دولارات بجانبه… في حين لا نعرف قراءة المبلغ الذي حصل عليه رونالدو مثلا مقابل اللعب في موسمين… والادهى والاكثر مرارة ان تجد شخصا يرقص بكرشه فيصبح ثريا ومشهورا…
الأمر لم يقف هنا فحسب.. بل تعداه لكي تكون فكرة تسليع الجسد خارجة من غرف النوم والجلسات الخاصة.. فنجد أحدهم يقبل أن تخرج زوجته في تحديات توكتوك… ويحكمون عليها بأحكام قاسية مثل وضع الثلج في صدرها.. وزوجها جالس يضحك ويحثها على قبول التحدي..أو تخرج احداهن لتقول ان الشعب الاردني مشغول بصورة (سيقاني) وانا على البحر…
ستلحظون يا سادة ان الامر مننهج ومدعوم أيضا خاصة عندما تخرج احداهن على البث المباشر لتجاهر بالمعصية وتخلع الحجاب. وتقول ان بعض النواب دعموني… وهنا يجب ان نقف قليلا عند الدعم الحكومي (ان كانت صادقة)… فهل الامر فعلا ممنهج ومدعوم من منظمات حكومية او عالمية تريد اخصاء رجولتنا وتعهير نسائنا؟؟
اليوم انت كولي أمر لست مربيا وحيدا لابنك… التلفون والتلفزيون صار شريكا معك في التربية…
ظاهرة انتشار (التُفّه) باتت تقلقنا… بل وصارت اكثر ازعاجا عندما نجد وسائل الاعلام تركز على فكرة خلع الحجاب على المباشر.. في حين تهمل الوسائل ذاتها خبرا عن الطبيبة من ال الرقاد التي اعادت النظر لكفيف يعاني من العمى منذ 15 سنة…
الان ياسادة… الشهرة لا عقل فيها ولا نتاج فكري… بل هي جسدية محضة..فتجدون اللاعب والفنان والمطرب والراقصة وابو كرش يشتهرون لانهم يستخدمون اجسادهم لا عقولهم…
هنا.. تكمن فكرة خببثة يريدون زرعها في عقولنا… مفادها(ليش بدي أدرس … بكرة بفتح قناة وبصير مشهور.. وبصير معي مصاري)…
سلم عالشهدا اللي معاك…