عَلقُ الخيلِ والإستفادةِ منه / م . عبدالكريم أبو زنيمة

عَلقُ الخيلِ والإستفادةِ منه

العَلق ومُفردها عَلقة هي تلك الحشرة الطفيلية التي تعلق بالخيل وتغرس راسها في جلدها لتعيش على ما تمتصه من دمها ، إذ تختار المكان الخالي من الشعر أسفل الذنب مما يوفر لها الحماية من الطيور بسبب حركته الدائمة. أكثرُ أنواع العلق خطورةً هو ذاك الذي يتسلل عن طريق الماء الى القصبة الهوائية للخيل إذ يستقر هناك ويتكاثر مما يسبب إلتهاباتٍ حادة مما يؤدي إلى خنق الخيل وموته دون معرفة سبب الوفاة .إلا أنَّ العرب بذكائهم المعهود وحنكتهم كانوا يُشخصون عِلةَ خيولهم ووجدوا العلاج لها ، فوجدوا طريقةً للتخلصِ من ذلك العلق ،إذ كان يتم إنتزاع العلق الخارجي ومن ثمَ يُحرق الرأس المنغرس تحت الجلد بكيه بالنار،أما ذاك الموجود في القصبات الهوائية فكان يتم التخلص منه عبر إشعال ورق التبغ وإجبار الخيل على إستنشاقه ؛ وبهذا يموت العلق ويُلفظ خارج الجسم عندما تبدأ الخيلُ بالسعال .
ما ذّكرني بما سَبق هي تلكَ الدُموع التي ذرفها ذلك المتباكي على جياع وفُقراء الأُردن من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ذلك المُتسول الذي كان شاهداً على ذلكَ العلق البشري وهو يمتص دماء الاردنيين وقوتهم ولم ينبس ببنت شفه ،ذلك المتسول الذي كان يُبارك الاُعطيات والهبات من دم وعرق الاردنيين وكان يُفتي بشرعيتها ،نقولُ لذلك المتباكي بأنَّ كُل شبر من الأراضي والعقارات التي منحت لهذا وذاك هي مِلكٌ للشعب الاردني…تلكَ القصور والسيارات الفارهة وأُصول الأموال المنهوبة وفوائدها وأرباحها هي ملكٌ للشعب الاردني ولا تسقط ملكيتُها بالتقادم ، ونَرُد عليه بأن ما تربينا عليه ونحفظه ونؤمن به هو ” المنية ولا الدنية ” ،فإذا هانت عليك نفسك من النعيم الذي تعيش فيه فاننا نُفضل جوعنا وفقرنا على الإستجداء !!!ليتك أنخرست بقية ما تبقى لك من العمر ولم تنطق بهذا الكفر !
علينا أن نستفيد من خبرة آبآئنا وأجدادنا في إقتلاع العلق البشري من جسم هذا الوطن بعدما خابت كل آمالنا بالاصلاح المنشود ،علينا نحن الأُردنيين الجياع الفقراء و المتشبثين بهويتنا ،أرضنا، كرامتنا وإنتمائنا أن نؤسس جبهةً وطنيةً لإقتلاع العلق البشري من جسم أُردن الطهارة والعز نصابها نصف الاردنيين +1 لنفرضَإرادتنا وقراراتنا إذ أنَّنا نحنُ مصدر السلطات كما نص على ذلك دُستورنا ،علينا وبأرقى الوسائل والاساليب المدنية السلمية– تجنباً لإتهامنا بالإرهاب – أنّ نُحاصر تلك الوزارات والمؤسسات والدوائر – التي تحولت من الملكية العامة الى أملاكٍ خاصة وعائلية – لنقتلعَ مِنها العلق البشري لتعودَ إلى حضن الوطن ،علينا أن نُبطل ونسترد كل الاموال المنقولة وغير المنقولة مع فوائدها وأرباحها وإيجاراتها التي تم الإستيلاء عليها من ذلك العلق البشري ،علينا أنّ نفرض القوانين التي تخدم التطور والتنمية وإلازدهار .
نقول لذلك المتسول بأن خيرات هذا الوطن وموارده الطبيعية والبشرية تُغنينا عن أية مساعدات خارجية إذا ما توفرت لدينا ارادة الاصلاح والتغيير ، وإذ ما تمت إدارة هذه الموارد دون سمسرة وعمولات،سنكون أغنى من تلك الدول التي إستجدى منها ذلك المتسول إذما تمسكنا بسيادتنا الوطنية وفرضنا سيادة القانون وأولينا مصالحنا الوطنية الاولوية المُطلقة وتحررنا من الوصاية الخارجية ومشاريعها في المنطقة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى