تساؤلات الأردنيين .. ماذا بعد جلب مطيع ؟

سواليف – فادية مقدادي
لا نستطيع أن نتحدث عن حالة ارتياح عام لدى المواطنين ، أو استعادة ثقة بين المواطن والحكومة بعد إعلان القبض عن المتهم الأول في قضية مصنع الدخان المزور عوني مطيع ، بل أن عدة تساؤلات وانطباعات انتشرت بين الأردنيين منذ ساعات الليل المتأخرة من يوم أمس الاثنين ، حتى صباح اليوم الثلاثاء .
كان أبرز الأسئلة حول مطيع ، هو هل سيشمله قانون العفو العام ، لتأتي الإجابة من وزيرة الإعلام جمانة غنيمات ومن وزير العدل د. بسام التلهوني ، أن العفو لن يشمله .
ولأن الذاكرة الأردنية زاخرة بقضايا فساد أخرى على الساحة الأردنية ، فقد برز سؤال آخر وفوري .. ماذا عن جلب وليد الكردي ، والذي ما زالت قضيته المحكوم بها ضده ، ومطالب بجلبه معلقة منذ سنوات .؟
وبعد نشر صور مطيع مكبلا ببدلته الزرقاء ، تداعى مشهد المحكوم السابق خالد شاهين ، والذي تم جلبه من لندن بنفس المشهد تقريبا ، ليتساءل الأردنيون من جديد .. وماذا بعد ؟ لقد خرج خالد شاهين من سجنه والذي كان يقيم به من فئة خمس نجوم ، غير متفائلين في تعليقاتهم من أن يلقى مطيع نفس معاملة أي مطلوب آخر للقضاء الأردني ، لأن الفاسدين الكبار يحظون بمعاملة خاصة جدا .” حسب المعلقين” ، فيما بدا آخرون غير متفائلين ، وأن سيناريو خالد شاهين سيتكرر مع عوني مطيع ليتم تسفيره للعلاج لإطالة أمد القضية ، معتمدين على توالي قضايا فساد أخرى ، لتطغى بعدها على قضية مطيع فيتناساها الأردنيون مع الوقت .
تساؤلات أخرى طرحها الأردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، أبرزها هو … هل سيعترف عوني مطيع على شركائه في قضية مصنع الدخان المزور ؟ وماذا عن الرؤوس الكبيرة التي تحدث عنها النائب مصلح الطراونة منذ أن أثار القضية وفتحها على الملأ ؟ هل سيتم الإطاحة بهذه الرؤوس التي لم يعرف الأردنيون حتى اللحظة اسما واحدا منها ؟
أم سيتم لفلفة القضية ليكون مطيع هو كبش الفداء الأوحد والوحيد ؟
وماذا عن قضية التهرب الضريبي والمبالغ المطلوبة من مطيع ؟ هل سيتم تحصيلها منه ؟ أم أن هذه المبالغ سيكون مصيرها مثل مصير المبالغ التي تم الحكم عليها في قضية الكردي والتي تقدر بمئات الملايين ، والتي لم يتم تحصيل أي مبلغ منها رغم مرور سنوات على الحكم ؟
من جهة ثانية ، ظهرت تخوفات لدى معلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، من أن قضية جلب عوني مطيع ، رافقها اتفاق مسبق ومفاوضات معه ، خاصة أن الشائعات والأخبار عن وجوده في تركيا بدأت منذ شهرين ، وأعرب المعلقون حول هذه النقطة عن عدم ثقتهم بما سيحدث مستقبلا ، حيث قال البعض ، سيتم تحجيم القضية وتقزيمها ، لتظهر بأنها ليست ذات قيمة ، وليس كما تم اتداولها عبر أشهر من أنها قضية فساد كبيرة ، مع مخاوف أخرى أن يتم منع النشر في القضية بقرار من النائب العام .
كما تساءل آخرون عن ابن مطيع والذي غادر الأردن ، والمطلوب أيضا في قضية الدخان . ماذا عنه وهل سيتم جلبه أيضا ؟
وماذا عن عملية مغادرة مطيع للأردن قبل ساعات من الكشف عن قضية الدخان ، هل سيعترف مطيع على من سهل خروجه ؟ هل سيعترف مطيع عن الشخص الذي حذره ونصحه بالمغادرة ؟
كما استذكر الأردنيون المكالمة التي تحدث بها عوني مطيع مع إحدى القنوات الفضائية الأردنية ، بعد أيام من توجيه الاتهام له و الكشف عن قضية الدخان ، حيث قال مطيع يومها .. ” انا عائد الى الاردن وسوف اعمل على رفع قضيه على كل من شهر باسمي وان المصنع يعود إلى شركه ليست له وإنما باسم الهدف السريع وهي قضيه منظوره في محكمة الجمارك الأردنية وانا على ثقه بالقضاء الأردني “
هل حقا يستطيع مطيع أن يواجه القضاء الأردني ، ويثبت براءته ويخرج من القضية سالما معافى ؟ خاصة بعد أن أعلنت هيئة الدفاع عن مطيع أمس بعد أنباء القبض عنه ، أن بحوزتها وثائق للدفاع عنه ، ستستخدمها وتظهرها بعد صدور لائحة اتهام بحقه ، دون الإفصاح عن ماهية هذه المستندات .
هل سيتم تبرئة مطيع حقا ؟ وهل سيكون هناك متهم أكبر من مطيع ووراءه ، أم سيتم تلبيس القضية إلى متهم أصغر من مطيع ليتحمل القضية بما فيها .؟
لكن يبقى السؤال الأبرز والذي سنعرف إجابته يوم بعد غد الخميس .. هل قضية جلب مطيع في هذا التوقيت ستؤثر على زخم الحراك الأردني والذي بدأ بفعاليات خميسية متتالية ، سيكون ثالثتها بعد يومين ، هل ستمتص قضية جلب مطيع غضب الشارع الأردني ، وهل ستغطي قضية جلب مطيع على مطالب الحراك الأخرى ؟ أم ستكون حافزا جديدا لمواصلة المطالبة بمحاسبة الفاسدين ؟
هذه الأسئلة وغيرها سنرى إجابتها في قادم الأيام .. سواء طالت أم قصرت .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى