تركبُ حرفَ الكافِ وحرفَ النون

تركبُ حرفَ الكافِ وحرفَ النون / كامل النصيرات

روحي بين يديكِ؛ وأعرف أنّكِ نافخةٌ فيها وسيفشل فيكِ المُتأبلِسُ..وسأبقى أركعُ لله وإن ساورني الشكُّ لأنّ الله بياضي حين تحاصرني الألوانُ و تطلبُ منّي الاستسلامَ المثقلَ بالفرج الكاذبِ..!
أرسلتِ إليَّ خطيئةَ عمري..زيّنتِ العالمَ من حولي كي انجرّ ..ورحتُ إليك أغالبُ فيّ الدمعةَ تلو الدمعةِ كي لا تنجرّ قلاعي خلفي..كنتُ أودُّ التجريبَ فقطْ..كنتُ أودُّ حروفاً و نُقطْ..فمشيتُ إليكِ وسلّمتُ الروحَ على مهلٍ كي أرقبَ مشهدَ خيلي وَهْي تصاهلني و توزِّعُ حولي سنابكها كي ترقصَ شامصةً وأنا أُستشهدُ..وتنادي : يا ولدُ ؛ الوقتُ تبلّلَ لا ترجعْ (للغورِ) فقد ضاع الفلاّحونَ وضاعت (مدرقةٌ) بل ضاع العَرَقُ الأبويُّ بدرب (الخصخصةِ) الكبرى..وخطاكَ المتروكةُ في كلِّ شقاءٍ صارت (اسفلتاً) و(مطبّاتٍ)..وشواهدَ من غير قبورٍ..!
حتى لو كانت روحي بين يديكِ..ولو ضيّقتِ عليّ خناقي..حتى لو حاصرتِ تفاصيل الروحِ و أبقيتِ مخالبك على كلِّ مسامٍ ..وتراكضتِ بماءٍ يغلي ..ثمّ صببتِ عليّ براكينك في كلّ الوقتِ و قهقهتِ على أنغام الآهات ؛ فإنّي لستُ أوافقُ ..
عرّيني..هاتِ القومَ وخلِّ أراذلَهم ساسةَ روحي..ولتتجرجرْ فيّ الدهشةُ و لْتتبخّرْ فيّ الرغبةُ أن أبقى ؛ لن أبقى في حومةِ أزلامكِ ..إني أبرأُ منك إلى الله؛ خُطايَ إليه ..يخلّصني منكِ و يعطيني مفتاحَ مقاليدِ الحُكمِ وكيف أسودُ على نفسي..!
ابتعدي قبل وصولِ الدعمِ..ابتعدي واكفيني شرَّ الردِّ وشرّ البردِ القادمِ نحوكِ..وانتبهي :إنّ جيوش الله على بُعدِ قرارٍ مكشوفٍ..إن جاد اللهُ بحرفين صغيرين سيُحرَق فيكِ الأخضرُ و اليابس ..! فانتبهي الآن ابتعدي ..قبل الكاف و قبل النون..!!
روحي إن كانت منكِ محاصرةً ..روحُ الروحِ تهيم على كلّ مدائنِها ..تبني الثورةَ للفقراء ولكلّ عتادٍ مخبوءٍ ليس يطاوعه الوقتُ لكي يظهرَ ويعيدَ الوقتَ إليه..!
يا روحي ..لستُ بعيداً ..كلّ الأمرِ بأني لستُ أوافقُ..فانتظري؛ إن جيوشَ الله ستركبُ حرف الكافِ و حرف النون..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى