ترجمة حكومية / مصطفى وهبي التل

ترجمة حكومية
أثناء الدراسة في الولايات المتحدة الامريكية تعرفت على حسناء أمريكية متأثرة بالدعاية الصهيونية وبالإعلام الأمريكي المنحاز لدولة الأحتلال الصهيونية. بصراحة، ولأن الصبية (حلوة)، حاولت جهدي ان اتجنب الحديث معها حول القضية الفلسطينية وأن اركز معها حول القضايا العاطفية! ولا أخفي عليكم أنه لو طلبت مني هذه الحسناء المشاركة في مسيرة مؤيدة للأحتلال الاسرائيلي لترددت كثيراً وفكرت تفكيراً عميقاً وتعبت نفسانيا وجسدياً قبل ان أرفض طلبها خوفا من (زعلها).
تفاجأت يوما عندما طلبت هذه الحسناء ان أشاهد معها فيلما فلسطينيا أعجبها من قبل يدعى (عرس الجليل). تفاجأت لأنه وبالرغم من عدم مشاهدتي الفيلم من قبل الا ان المعلومات التي كانت عندي حوله تقول انه أول فيلم فلسطيني روائي طويل. وان هذا الفيلم شارك في مهرجان كان باسم فلسطين وان الصهاينة حاربوا هذا الفيلم وحاربوا مشاركته في المهرجان. بالتالي تعجبت كيف تطلب مني هذه الحسناء المؤيدة لدولة الاحتلال ان اشاهده معها؟
زالت دهشتي بعد مشاهدتي للفيلم معها. لأن الفيلم، الذي يتحدث عن مختار قرية عربية محتلة يرغب بعرس مميز لابنه ويرضخ لطلبات الحاكم العسكري الاسرائيلي من اجل ذلك، لم تكن ترجمته إلى الانجليزية دقيقة. فمعظم مشاهد الفيلم التي كانت تهاجم الاحتلال الإسرائيلي، أو تظهره بشكل سلبي، اما لم تترجم او ترجمت بطريقة غير صحيحة. بالتالي ظهر الفيلم على غير حقيقته. ومن هنا اعجبت به صديقتي الحسناء.
مثل صديقتي الحسناء الأمريكية ينخدع البعض في الأردن ويصدق ترجمة الدولة للمشهد الأردني. الوضع والمشهد الأردني لا يسران العدو قبل الصديق ومع ذلك وخلال مناسبة في الأسبوع الماضي ترجمت الدولة المشهد على انه انجازات غير مسبوقة وبطولات! البلد يحترق والنار تلتهمه وترجمة الدولة تقول ان هذا الحريق مكرمة حتى لا يبرد الشعب في الشتاء! في المشهد الأردني الفاسد (يصول ويجول) ينهب البلد ومستقبله والترجمة الحكومية تقول عبقرية اقتصادية ستقودنا إلى الثراء والرخاء!
هل تشاهد الدولة الأردنية نفس المشهد الذي نشاهده؟ لعل أحدهم (خربط) في القناة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى