#تربويات
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
تتناول هذه المقالة مستجدات تربوية أسبوعية مرّت -على أهميتها أو خطورتها- مرورًا آمنًا لم يحظ بأي اهتمام كما حدث في أحداث التوجيهي، أو باهتمام محدود جدّا جدّا كما حدث في تصنيف الجامعة الأردنية بين الجامعات الكبرى!
(1)
الجامعة الأردنية بوصولها إلى التصنيف المتقدم، تكون الجامعة قد أنجزت حلمًا وطنيًا، لطالما سعينا إليه خاصة في وقت واجه التعليم الجامعي الأردني بعض الشكوك. إذن؛ تم حسم الأمر، وأُعيدت بعض ثقة لهذا التعليم. الأمر اللافت للنظر – وهو أن التربويين الأردنيين مهووسون بالتصنيفات وبالعشرات الأوائل- أنّ أحدًا ما لم يحتفل بهذا الإنجاز حتى الجامعة الأردنية نفسها! ربما كانت تنتظر من حكومة، أو وزارة مسؤولة، أو مجلس تعليم مسؤول تقديرًا أو إشارة، غير أن ذلك لم يحدث، ولولا مقالة الإعلامي الرنتيسي أمس، لما حظي الإنجاز بأي تقدير!!
أستغرب هذا، مع أن الدهشة في الأردن صارت مألوفة، حقا أستغرب الموقف الرسمي وغير الرسمي
من الإنجاز! هل يتعلق الأمر بمواقف كالحسد مثلًا – وقديمًا كان في الناس الحسد-! هل هي مواقف شخصية-شخصية ؟ لا أعتقد أن لرئيس الجامعة أي خصومة! إذن؛ الأمر يحتاج إلى تفسير! وبرأيي، من حق الجامعة ورئيسها الاحتفال بالإنجاز!
طبعًا هناك عوامل تحرجني لو أشدت برئيس الجامعة!!
(2)
( إبداع في مدرسة حكومية)
المدرسة ليست أداة نقل معلومات، والمعلمون لهم مهام تتجاوز تدريس موادهم، فمن يراجع أهداف التربية يجد أنها تركز على بناء شخصية الطالب، وتحريره من معوقات النمو! وهذا ما فعلته إحدى المدارس
مع طالباتها، وبالتحديد مع طالبة تم تصنيفها من معلمات الروضة بكل الصفات غير الإنسانية، رفضن قبولها، أُبعدت عن مدرستها ما يزيد عن سنتين بتهم يعرفها معلمو أنشتاين ،قامت المديرة بكل ما يمكن لاحتضان الطالبة ودعمها وتشجيعها ، وتصويرها وتقديمها في الإذاعة المدرسية ، وفي نشاطات المدرسة -لدي جميع الوثائق التي تؤكد ذلك- ولكن حرصًا على بعض العوامل المجتمعية والتربوية لنشرت ذلك!
المهم لدينا مديرات واعيات ومديرون واعون! هؤلاء قادة فمن يحتضنهم؟ أو ربما من يحميهم من قوى الشد المعاكس في المدارس وخارجها؟
نعم, في مدارس الحكومة وليس فقط في المدارس الخاصة خبرات ناضجة! نأمل أن تسمع بهم وزارة التربية!
( ٣ )
حدث في التوجيهي
حادثتان مهمتان جدّا؛ الأولى حرمان طالبة تأخرت خمس دقائق، أو حتى عشرين، وفق تعليمات الامتحان، نعم التعليمات تعليمات ويجب أن تُحترم، ولكن حرمان الطالبة بسبب التأخر قد يكون مشروعًا أو غير مشروع، لكنّ حرمانها من الامتحان مشروع وغير إنساني، ولا أخلاقي!! ما الذي يضير كرامة الامتحان وتعليماته لو سمحنا للطالبة -التي لم تستفد من تأخرها- من تقديم امتحان؟؟؟
برأيي، على الوزارة أن تجد حلّا غير ما فعله مراقبوها!
أمًا الحادثة المؤلمة الثانية، فهي اضطرار أهل طالبة للاستنجاد بالدفاع المدني لنقل طالبة من المستشفى إلى قاعة الامتحان!! أنا أتوقع أن الوزارة لها عشرات، أو مئات القاعات الفردية في المستشفيات بل في السجون!! فكيف تسكت عن مثل هذه الحالة؟ بئست الحلول التي أجبرت طالبة بمغادرة المستشفى من أجل الامتحان!!
مرة أخرى: الإدارة التربوية ليست
قوانين ومواد! وأين نحن من الإدارة!
قد يكون هذا على فداحته مفهومًا لدى قيادات متوسطة تنفيذية لكن ما أتمنى زواله هو مرور كبار المسؤولين بين المفحوصين في موقف أبوي
بالغ العاطفة يطمئنون- بمشاعر تفوق عشرة أضعاف ما تبديه أم على طفلها المريض–
على سلامة المفحوصين!! علمًا بأن المفحوصين لا يتمنون رؤية من يقاطعهم بأسئلة لا معنى لها
مثل؛ كيف الأسئلة ثم يغادر دون أن يسمع إجابة الطالب!!
المطلوب من المسؤولين جعل الامتحان تربويًا وأخلاقيًا،
هذا واجبهم!! فمتى نشاهد اختفاء ظاهرة تبختر المسؤولين مصحوبين بالتلفزيون ومتابعين بخبر عن تفقدهم طلبتنا الأعزاء