سواليف – رفض المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب مساء الاربعاء خلال مناظرة نارية هي الاخيرة بينه وبين منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون التعهد سلفا بقبول نتيجة الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر ايا تكن، مشيرا الى انه يريد ابقاء البلاد في حالة “تشويق”.
وردا على سؤال عما اذا كان سيقبل نتائج الانتخابات ايا تكن، اجاب الملياردير المثير للجدل “سانظر في الامر في حينه”، مضيفا “ما رأيته حتى الان سيء للغاية”، في اجابة اثارت حفيظة كلينتون التي قالت “هذا امر مروع”.
وعقب مدير المناظرة الصحافي في شبكة “فوكس نيوز” كريس والاس على ترامب بالقول ان الديموقراطية الاميركية تقوم على تقليد عريق هو الانتقال السلمي للسلطة عبر اعتراف المرشح الخاسر بفوز منافسه، فرد ترامب قائلا “انا اقول لك انني ساخبرك في حينه. ساترككم تعيشون التشويق، حسنا؟”.
ولكن كلينتون انتفضت لهذه الاجابة واصفة تصريح منافسها بانه “مروع” وقالت “انه يحط من قدر ديموقراطيتنا ويشوهها. يفزعني ان يتخذ مرشح احد حزبينا الرئيسيين مثل هذا الموقف”.
وفي دلالة رمزية على الحدة التي اتسمت بها هذه المناظرة النارية فان كلينتون وترامب لم يتصافحا لا في بداية المناظرة ولا في نهايتها، وبدلا من ان يتبادلا السلام فقد تبادلا على مدى 90 دقيقة الاتهامات العنيفة في آخر مواجهة بينهما قبل عشرين يوما من الانتخابات الرئاسية.
وبعدما استخدم ترامب ضد كلينتون تصريحات سابقة ادلى بها كل من منافسها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي بيرني ساندرز ومدير حملتها الانتخابية جون بوديستا اجابت وزيرة الخارجية السابقة مخاطبة ترامب “عليك ان تسأل بيرني ساندرز اي مرشح يؤيد. لقد قال انك الشخص الاكثر خطرا الذي يترشح للانتخابات الرئاسية في التاريخ الاميركي المعاصر، وانا اوافقه الرأي”.
وتميزت المواجهة الاخيرة بين كلينتون وترامب بسجالات عنيفة وتبادل اتهامات من العيار الثقيل وصلت اكثر من مرة بالمرشح الجمهوري الى حد تحقير منافسته لدرجة انه قال عنها انها “كذابة” و”يا لها من امرأة بغيضة” بينما اتهمته وزيرة الخارجية السابقة بانه “دمية” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت كلينتون ان الرئيس الروسي “يفضل ان يرى دمية رئيسا للولايات المتحدة”، وذلك ردا على قول ترامب ان بوتين “لا يكن اي احترام” لوزيرة الخارجية السابقة. واندلع السجال بين الاثنين لدى تطرقهما الى ما نشره موقع ويكيليكس مؤخرا من تسريبات قالت كلينتون ان موسكو تقف خلفا بهدف التدخل في الانتخابات لترجيح كفة المرشح الجمهوري.
كما انكر ترامب الاتهامات التي وجهتها اليها نساء عديدات بالتحرش بهن جنسيا واتهم كلينتون بفبركة هذه الاتهامات.
وقال ترامب “بادئ ذي بدء تم تكذيب هذه الروايات على نطاق واسع. هؤلاء النساء لا اعرفهن. وانا اشك في طريقة ظهورهن”، مضيفا “هي التي حضتهن على الكلام (…) ولكن كل هذا من نسج الخيال”.
وبدأت المواجهة بين المرشحين حالما انطلقت عجلة الاسئلة وكان الصدام القوي الاول بينهما حول ملف المهاجرين غير الشرعيين وخطة ترامب لترحليهم والتي قالت كلينتون انها ستؤدي اذا ما طبقت الى “تمزيق البلاد”.
وقالت كلينتون “لا اريد ان ارى قوة الترحيل التي تحدث عنها دونالد (..) اعتقد انها فكرة ستؤدي الى تمزيق بلدنا”.
بالمقابل ذكر الملياردير الجمهوري بانه يعتزم اذا ما اصبح رئيسا بناء جدار فصل على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية.
وقال ترامب ان “برنامجها هو ازالة الحدود. ستكون لدينا كارثة في التجارة والحدود”.
وردا على سؤال لمدير المناظرة بشأن ما نشره ويكيليكس نقلا عن معلومات سرية تمت قرصنتها من الحساب البريدي لمدير حملتها جون بوديستا قالت كلينتون ان ما قصدته في قولها انها تأمل بحدود مفتوحة هو “سوق مشتركة في عموم النصف الشمالي من القارة الاميركية”، مضيفة “كنت اتحدث عن الطاقة”.
أ ف ب