ترامب ووترجيت / د.رياض ياسين

ترامب ووترجيت

مديرمركز إكليل للدراسات والاستشارات
يواجه ترامب سيلا دافقا من الاتهامات التي قد تطيح به رئيسا أوتشوش على مسيرته وتحول دون فرصته الترشح لدورة رئاسية ثانية العام المقبل 2020م.
في منتصف سبعينيات القرن الماضي شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر فضيحة سياسية في التاريخ، تلك الفضيحة التي وقعت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والتي كانت في شهر يونيو عام 1972، عندما تورط نيكسون وعدد من معاونيه في التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت. كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة، بعد أشهر من التحقيقات التي كشفت عن تورط الرئيس الأمريكي نيكسون أجبرته على تقديم استقالته في أغسطس عام 1974، وبعدها تمت محاكمته بسبب تلك الفضيحة، وفي 8 سبتمبر 1974 أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفوًا بحق ريتشارد نيكسون بشأن الفضيحة.
بعد نصف قرن من فضيحة ووترجيت تأتي فضيحة ترامب إن ثبت صحتها بالتحقيقات، فقد أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن مجلس النواب سيبدأ بالنظر في مسألة عزل الرئيس دونالد ترامب على خلفية المعلومات حول ضغطه على أوكرانيا لمصلحته السياسية.ويبدو ان السباق الرئاسي دفعه الى الاتصال مع الرئيس الاوكراني لتشويه سمعة المرشح الديمقراطي المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2020، جو بايدن.
السؤال الرئيسي عن السباق الرئاسي،هل سيتم إقالة وعزل ترامب خاصة وأن ترامب تدور حوله شبهات الاتصال مع جهات اجنبية في موضوع ترشحه في الدورة الرئاسية الأولى والآن يبدو انه امام مأزق حقيقي في حال ثبوت تهمة باستخدام نفوذه وصلاحياته للضغط على رئيس اوكرانيا لضرب سمعة منافسه جو بايدن؟
تطورات القضية بدأت لحظة مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي، على قرار يطالب بإحالة شكوى الموظف في الاستخبارات الذي كشف عن موضوع ضغط ترامب على أوكرانيا، إلى لجنتي شؤون الاستخبارات بمجلسي النواب والشيوخ .ويواجه ترامب في هذه الحالة تهمة الاتصال مع دولة أجنبية لاعتبارات انتخابية، إذ تشير المعلومات الى ضغط ترامب على أوكرانيا من أجل فتح تحقيق مع نجل المرشح المحتمل للرئاسة عن الحزب الديمقراطي جو بايدن، إنه لايجوز لترامب أن يطلب من حكومة أجنبية فتح تحقيق يخص منافسه السياسي.
ربط كثير من الديمقراطيين تأجيل المساعدات الامريكية لأوكرانيا برغبة ترامب ممارسة ضغوط على منافسه وبدا من المعلومات الاولية أن ترامب قرر تأجيل تقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا بحجم نحو 400 مليون دولار للضغط على الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لتفتح السلطات الأوكرانية تحقيقا مع نجل جو بايدن.وترامب لم ينكر تأجيل المساعدات، لكنه نفى ممارسة أي ضغط على أوكرانيا لمصلحته السياسية.
ترامب رئيس جدلي بامتياز، وحدثت اشياء لأول مرة في عهده في الولايات المتحدة الامريكية، ويبدو ان مجلس النواب سيمضي قدما في إثبات الحقيقة وتثبيت حنث ترامب للقسم الرئاسي، لكن حتى لو ثبت ذلك فإن مسالة عزل الرئيس ليست بالامر السهل، إذ يحتاج التصويت الى أكثر من ثلثي الأعضاء في مجلس الشيوخ، وبالنسبة للخارطة التمثيلية في البرلمان فإن الديمقراطيين أقلية أمام الجمهوريين، الأمر الذي تبدو معه مهمة عزله شبه مستحيلة.
rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى