” ترامب” والقدس والبقاء العربي!! / د.ماجدتوهان الزبيدي

” ترامب” والقدس والبقاء العربي!!
كثيرة هي الحكومات العربية والأوروبية التي ضجت بفوز “ترامب”برئاسة الولايات المتحدة الأميركية،وإعتبرت ذلك صدمة من دون تصريح ،بعد تأكيد معظم كبريات وسائل الإعلام ومراكز إستطلاعات الرأي العام ان مدام “كليتون”هي من سيفوز!
ومع ان أن المفاضلة كانت بين “السيء”و”الأسوأ” بخصوص قضايا أمتنا العربية ،إلأ أن الذي غنتصر في النهاية هو “المزاج الشعبي”الأميركي الذي يُعيد من جديد التأكيد على أن إستطلاعات الرأي العام ومؤشرات الصحافة والإعلام ليست صحيحة دوما،إزاء إرادة التغيير الكامنة في نفوس الشعوب الحرّة والحية كالشعب الأميركي ،،وهي إرادة عودة الروح ل”الانكي”(الأميركي الأبيض المتعصب) الذي لم يعد هو محور العمل والتوظيف لدى الشركات الأميركية العابرة للقارات في ضوء تزايد فرص “الملّونين” وتمركز أماكن الإنتاج في دول وأقاليم ذات عمالة متدنية الأجور،فضلا عن إغراق البلاد بالمهاجرين من كل حدب وصوب!
و”المزاج الشعبي”الأميركي هو من جاء بممثل من الدرجة الثالثة في بداية الثمانينيات هو “رونالد ريغن”الذي لم يكن معروفا في اوساط العمل السياسي الأميركي والعالمي ،مثله مثل “جيرالد فورد” الذي لم يكن ليستطعتأديبة عملين في وقت واحد ولو كان “رياضة الجري ومضغ العلكة”!
ومن المتوقع أن “ترامب”سيضع مسؤولين “أشداء” في الوظائف السيادية ومن اهل التطرف الداخلي والخارجي (تأييد كيان العدو)،وربما تُقدم الإدارة الجديدة فيما يتعلق بالقدس العربية المحتلة مالم تُقدم عليه كل الإدارات الأميركية منذ إحتلال المدينة عام 1967م ،وذلك بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب ،مما يعني الإنقلاب على الموقف الأميركي الذي يعتبر المدينة مدينة عربية فلسطينية محتلة او في أضعف التقدير تخضع لإدارة دولية كما نص على ذلك قرار التقسيم عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1947م ،مع ملاحظة ان القدس الغربية هي أيضا مشمولة ضمن القدس الدولية!!! في حين ان “باراك أوباما” الذي يُعد عهده أكثر العهود الأميركية دعما لدولة الإحتلال الإسرائيلي ،عسكريا،كما ونوعا! لكنه لم يفكر يوما بنقل سفارته للمدينة المحتلة وكان يستخدم حقه كل ستة شهور بعدم الموافقة على قرار الكونجرس الأميركي الذي يتجاهل أمور التشريع الداخلية لناخبيه ويلتفت لقضايا خارجية أقل مايقال فيها أنها ،عدوان على حقوق الشعوب الأخرى،مثلما فعلت بريطانيا التي لاتملك يوم أعطت فلسطين لشعب لايستحق (وعد بلفور)!
هل يصحو العرب الرسميون من غفلتهم وحروبهم العبثية والمجّانية ،والبدء بوقف التلاشي التدريجي للتأثير العربي في كل نواحي الحياة ،وبدء التفكير بتكوين جيش عربي موحد لدرء أخطار مُحدقة مثلما تنادت أوروبا بعد لحظات من فوز”الفيل” الأميركي، وطالبت بتأسيس “الجيش الأوروبي” خشية تفاهم أميركي –روسي على حساب مصالحها ووجودها بعدما رهنت الحكومات الأوروبية حمايتها ومصالحها للحليف الأميركي ؟!
التاريخ القريب والحالي يشرق علينا بحقيقة وهاجّة:العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة ليستا قدرا مُحتما في قضايانا المصيرية ،وأن الفعل الحقيقي يبقى في ميدان المقاومة العربية السياسية والإقتصادية والعسكرية والعلمية!فهل نحن كعرب “قدّها”؟!(9/11/2016)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى