سواليف
شكل فوز “دونالد ترامب” الذي وصفه كثيرون بالمجنون صدمة كبرى في العالم، واحدث فوزه هبوطا ملموسا لقيمة الدولار فضلا عن انخفاض أسهم عالمية بسبب موجة القلق العارمة ، فيما تعطل موقع الهجرة الكندي بسبب الضغط الذي تشكل عليه من طلبات هجرة الأمريكيين إلى كندا.
وكانت استطلاعات الرأي السابقة التي أجربت قبيل الانتخابات تشير إلى تقدم كلينتون بفارق مريح أمام منافسها “ترامب”، ولكن النتائج جاءت عكس ما هو متوقع.
القلق العالمي وخصوصا الأوروبي، تمثل في تصريحات مثيرة حيث قالت “أرسولا فون دير لين” وزيرة الدفاع الألمانية، التي وصفت تقدم “ترامب” بالصدمة الكبرى، وطالبته بتجديد التزامه بحلف شمال الأطلسي، فيما وصف وزير العدل الألماني فوزه بأنه سيزيد العالم جنونا، فيما قال رئيس البرلمان الأوروبي إن العمل مع “ترامب” سيكون صعبا.
من جهته قال المحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي مهدي عبد الهادي، في حديث خاص مع “عربي21” إن فوز “ترامب” هو بداية الخلاف مع الاتحاد الأوروبي في مقابل التناغم مع الدب الروسي.
وأوضح أيضا إن هذه النتيجة أظهرت ما وصفها “بالعنصرية الكامنة داخل المجتمع الأمريكي والانقسامات الحادة فيه بسبب الأزمات الداخلية التي قسمت هذا المجتمع”.
وقال عبد الهادي إن “ترامب” لديه أزمة جهل مطبقة، وبأنه لا يفقه شيئا في السياسة الخارجية والدولية، ووصف مستشاريه بأنهم ذو خلفيات متعددة ولا تجمعهم سياسة واضحة”.
واتهم عبد الهادي “ترامب” باحتضان إسرائيل كأنها الولاية 52 في المنظومة الأمريكية، وبأنه يتبنى المسألة اليهودية بشكل صارخ.
وأوضح أن العالم اليوم يقف لحظة للرجوع فيها إلى الخلف، لقراءة السياسات الجديدة لأمريكا بالانفصال عن المكسيك وأمريكا اللاتينية، والابتعاد عن أوروبا والتقارب مع روسيا.
وختم عبد الهادي حديثه قائلا:” نحن نتحدث اليوم عن استقبال دجال العصر، والمنافق الأكبر المغرور المالي دونالد ترامب”.
من جهته قال الكاتب والصحفي في وكالة “أسوشيتيد بريس” الأمريكية محمد دراغمة في حديث خاص مع “عربي21″ إن الأولوية الأولى لترامب هي الوضع الداخلي الأمريكي من بنية تحتية وتوفير وظائف للمواطنين الأمريكيين.
وأضاف أيضا:”من أبرز الأولويات الخارجية لديه هو ملف الخلاف على مناطق التجارة مع الصين، وإيران، وتنظيم الدولة، وسوريا، فيما سقطت فلسطين من القائمة”.
وقال دراغمة إن “ترامب” يبدو معجبا بشخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا يرى في ذلك تناقضا مع السياسة الأمريكية من خلال التعاون مع الروس في عدد من قضايا المنطقة التي كما يبدوا هنالك اتفاق عليها، أو كما قال.
وأوضح أيضا أن الاهتمام الرئيسي سيكون في التسويات السياسية الدولية، طالما أنها تقلص الخسائر الأمريكية، وقال:”ترامب رجل أعمال تجاري، ولن يخوض في مغامرات قد تقوده لخسارة مليارات الدولارات، عكس ما فعله جورج دبليو بوش في حرب العراق عام 2003″.
وحول القلق والفزع الأوروبي من فوزه أشار دراغمة إلى أن “ترامب” هو “شخص صعب التنبؤ بما يفكر به، وهو عبارة عن صندوق مغلق أمام الأوروبيين خصوصا إذا ما أخذ بعين الاعتبار تصريحاته غير المألوفة والمجنونة، فإن من حق الاتحاد الأوروبي القلق والخوف منه”.
ولكنه في المقابل شدد على أن “ترامب” لوحده لن يستطيع فرض سياسة خارجية كما وعد في الانتخابات، فأمريكا تحتكم لمؤسسات وقانون، لن يستطيع تجاوزها، وإن كانت سياسته سيتم التعامل معها.
وأضاف :”ترامب قبل انتخابه ليس كترامب الرئيس اليوم”.
وختم دراغمة حديثه بالقول :”إن الاتحاد الأوروبي أمام فرصة لتشكيل كيان وتكتل جديد مستقل بحد ذاته عن السياسات الأمريكية، بحيث لا تتبع أوروبا أمريكا كما حصل في حرب العراق 2003، حيث يخضع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير حتى اليوم لمساءلات واستجوابات حول كذبه بشأن العراق”.
عربي 21