سواليف
شهدت العلاقات الأردنية السورية مؤخراً توتراً ملحوظاً، خاصة بعد التراشق في التصريحات الإعلامية. هذا التوتر لم يعد الأول من نوعه، فمنذ بداية الأزمة السورية والعلاقة لم تسجل استقراراً، فالملاسنات والمعارك الكلامية مستمرة بين الطرفين.
وعلى الرغم أن القضايا المشتركة هي قضايا ذات حساسية عالية وتحتاج إلى تفاهمات للوصول لهدوء يجمعهما من جديد لبدء مرحلة حقيقية يشوبها الود مستقبلاً. مرحلة التراشق الكلامي الأخيرة جاءت بعد وجود خطابات جادة تتحدث عن إعادة فتح معبر جابر – نصيب وضرورة وجود قوات نظامية سورية على الطرف المقابل للمملكة لما لذلك من أهمية كبيرة في الفترة المقبلة، خاصة في ظل الحديث عن مرحلة إعادة إعمار سوريا.
هذا وتتفاوت الردود الفعلية السورية حول ذلك وتظهر رافضة لأي تعاون أو إشراك للأردن في المرحلة المقبلة، وأحيانا تظهر الرغبة لديها بالتقارب من خلال الحديث عن فتح المعبر مدار الحديث للتأكيد على بدء مرحلة سياسية جديدة للنظام السوري مع الأردن.
ارتباك
ونقلت صحيفة “البيان” قول الخبير الاستراتيجي د. فايز الدويري: إن السبب الرئيسي لهذا التوتر أن الأردن منذ بداية الأزمة كان موقفه محايداً في الصراع ووقف على مسافة واحدة من الأطراف نتيجة تذبذب الأوضاع في سوريا وانعكاسات ذلك إقليمياً.
وبالتالي كان موقفه تارة يبتعد من النظام وتارة أخرى يقترب، وهذا الموقف لم يقبل به النظام السوري. وحاليا بدأ الأخير يسترد عافيته نتيجة الإسناد الجوي الروسي الداعم له، وبدأ يتصلب مع الأردن.
فهو لديه رغبة تامة بأن يسيطر تماماً على معبر نصيب والتصريحات الأردنية الجدية والحازمة أربكت النظام. وبدوره أكد الباحث في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية، مأمون أبو نوار أن العلاقات دوماً هي اتهامية، وسياسة الأردن من حيث المبادئ ثابتة.
الأردن من جهته يفضل وجود قوات نظامية على حدوده على معبر نصيب وهذه الرغبة هي معضلة بحد ذاتها. ويعتقد أبو نوار أن إعادة فتح معبر نصيب يهم النظام السوري بالدرجة الأولى كونه فاقد السيادة، وفتح المعبر سيعيد الشرعية للنظام السوري. ولكن هذا الفتح لن يكون بالقريب العاجل، بل متوقع أن تأخذ المسألة من 3 إلى 4 اشهر على الأقل.
(البيان)