تحولات ذات مغزى على وسائل التواصل الاجتماعية
د. محمد جميعان
تراجع اهتمام الناس عموما، على #وسائل_التواصل_الاجتماعية الاردنية، لصالح التركيز على الاساسيات الاقتصادية، هذا مع بقاء مستوى الاهتمام ذاته فيما يخص الصحة والغذاء والرياضة والترفيه وما يرتبط بها.
اذ تراجعت بشكل كبير مؤخرا اهمية الملفات الخارجية لدى وسائل التواصل الاجتماعية الاردنية، والتي كانت تشغل حيزا كبيرا، وتشهد تجاذبات وخلافات، بل واقتتال كلامي بين الفرقاء، واقصد هنا سوريا والعراق ولبنان وتركيا وروسيا واوكرانيا، بل وحتى ما يجري من مناوشات على هذه الساحات ، ونقاط ساخنة ايضا في الاقليم، على سبيل المثال، ولم تعد تلقى اهتماما للمتابعة، كما كانت في السابق..
بالمقابل اصبح الاهتمام ينصب على الملفات الداخلية، وبالذات ما يتعلق بالاقتصاد عموما، و #الغلاء و #البطالة والفقر والفساد وما يتعلق بها من مشاكل تمس العيش واساسيات الحياة، واخذت مواضيع الانتقاد فيها اكثر صراحة وجرآءة وانفتاحا، وتلقى رواجا ومتابعة كبيرة..
ومع ذلك كان هناك تراجعا ايضا، فيما يخص المواضيع الداخلية السياسية عموما، سيما ما يتعلق بالاصلاح والاحزاب والانتخابات، وما يرتبط بها، واصبح تناولها بمستوى باهت الى معدوم عموما، خلافا لما عهدناه في السنوات السابقة..
وهذا يعكس، من الناحية الاولية ، عزوفا في المواضيع التي اجهدت الناس دون فائدة او تاثير فيها، اوصلتهم الى حالة من الياس والاحباط من هكذا متابعات، في حين اصبح تركيزهم فيما يتعلق بالعيش ومصدر رزقهم، وما يتعلق بها، لعلهم بذلك يظفرون بما يوفر لهم العيش الكريم، وهذا لا ينفي ان هناك اسباب اخرى تقف خلف هذه التحولات، كانعدام الثقة، وفقدان المصداقية ، وتداول الوجوه ذاتها او ورثتهم، او اصدقائهم المقربين واصهارهم، على مواقع القرار والشان العام، وقد تقف بقوة خلف هذه التحولات، ولا يتسع مقال لتناولها، وتحتاج الى بحث ومقام بهذا الخصوص.
ان هذه #التحولات قد تبدو للوهلة الاولى انها ايجابية او عادية، سيما من يتناول ذلك في الابعاد الامنية البحتة، ولكنني ارى انها اكثر من خطيرة ، ان يحجم الناس عن المشاركة في الشان العام داخليا وخارجيا، وخطورتها تبرز اعمق واكثر عند المفاصل والمحكات والتحديات الى قد تواجهنا مستقبلا، وان الاكتفاء بتتاول الأساسيات التي تخص الرزق والعيش وما يديم البقاء مؤشرات ارى انها في غاية الخطورة..