تحليل درامي و خواطر عن مسلسل خمسة و نص…الجزء الثاني و الأخير و نقد للمسلسل

#سواليف

بقلم #فراس_الور

اود بهذا المقال ان امر سريعا على عدة نقاط رأيتها لم تعالج بالصورة المرجوة بهذا #المسلسل الكبير و الرائع، فكما أسلفت فانه قد رفع قيمة و قامة الإنتاج الدرامي كثيرا في لبنان، و لكن لكل عمل درامي مشاكله و ايجابياته و سلبياته،

1.و هذا العمل ابتدأ بمشاهد كانت كذروة درامية مما جعل بداياته غير تقليدية و تعاني من قوة (force) بغير محلها، هنالك اعمال كثيرة تطبق هذا الأسلوب الدرمي و لكن ربما قد يكون مناسب لبعض فئات من الأعمال فقط، فنحن امام رواية كلاسيكية من فئة المسلسلات الإجتماعية السياسية و لا تتطلب ان تبدأ بهذه القوة الدرامية و بهذا السواد الدرامي الذي رأيناه…حادث سير و موت و جثة هامدة ببيت و عائلة تذرف الدمع عليها…بشاعة كانت يجب ان تتظر قليلا لكي تمضي بنا الأحداث قليلا و نتعرف على ابطال الرواية اكثر لكي نرى هذا الحادث امامنا، القوة و العنفوان الدرامي لا يجب أن يفتتح رواية كهذه فقد ينفر المشاهد لأنه سيشعر بأنه وسط ذروة احداث في رواية لم يتعرف بعد على ابطالها و على احداثها بالصورة المرجوة،

2.البعد السيكولوجي على حساب الوزن الدرامي للرواية، و هذا هام جدا فنحن امام #رواية_درامية لا عيادة طب نفس مع الأحترام و التقدير لكاتبت هذه الرواية و قلمها الذي امتعنا فعيليا بقطعة درامية رائعة جدا وجدت تفاعل كبير لدى الجمهور، فلا اقصد ان انتقص من قيمة هذه الرواية اطلاقا و لكن اقصد تصويب اوضاعها، فركزت الكاتبة بقلمها على اظهار بشاعة شخصية غمار على حساب الإمتاع الدرامي الذي كان يمكن ان يحصل، فأخذت بشاعة هذه الشخصية مساحات أكبر من حجمها المفروض لتصبح هي التركيز على حساب مشاهد درامية كان يجب ان تكون و فقدها المسلسل، فمثلا لم نرى حيثيات سياسية لهذه العائلة اطلاقا، علاقاتها السياسية و انجازاتها فاكتفت الكاتبة بالإشارة اللفظية لهذا الأمر و لم نرى الا صراعات لها مع منافسين ارادوا لها الأذية، علاقاتها الأجتماعية غير موجودة، فلم نرى نشاط اجتماعي لها…، نتيجة هذا البعد الدرامي السيكولوجي لم نرى نشاط طبيا مقنعا لبيان فبقي هذا البعد من شحصيتها في اظل، فلم نرى معالجة مميزة له، فلم نراها الا و هي تقيس الضغط لغانم الكبير و تفاعل تقليدي جدا تم معالجته كثيرا بصورة سطحية بمسلسلات سابقة كمثلا زيارة المرضى بأسرة المستشفى و اعطاء بعض النصائح للممرضين، لم نرى بيان طبيبة القلب اطلاقا بالمسلسل حتى و ان كانت اجتماعيا فاعلة، استذكر هنا شخصية الدكتور سليمان بمسلسل خاتم سليمان للفنان خالد الصاوي و الفنانة رانيا فريد شوقي، فبالرغم من ان الروايتان مختلفتان الى ان الدكتور سليمان طبيب القلب نطق بهذا المسلسل، فرأيناه يمثل باسلوب بارع بأنه عمل عملية جراحية لمريض خلال احداثه الشيقة، و انقذ بطلة معه بالمسلسل حينما اصيبت بطلق ناري حينما كانا بمصيفه بالساحل الشمالي في مصر…نطق طبيب القلب سليمان بالمسلسل و لم تنطق الطبيبة بيان بالمسلسل اطلاقا، كنت اريد ان ارى بعدا طبيا فاعلا اكثر لبينان بالمسلسل،

3.هنالك خطئ تقني آخر وقع به صناع العمل، فاختتم العمل بالذروة؟! فلم يراعي تصاعدا منطقي للأحدث و من ثم القمة المتمثلة بالذروة ثم انحدار للصراع الخير مع الشر او الأحداث ثم خاتمة تريح المشاهد، فاذا رسمنا رسما بياني تقليدي لأحداث العمل سنعلم أن احداثه تشهد بداية begining ثم تتصاعد بصورة مستمرة حيث يتخللها صراع بين الخير و الشر حتى نصل الى آخر حلقة و هي مقتل الدكتور ييان بحادثة السيارة و هي الذروة climax…نهاية محزنة من دون عملية هبوط بوتيرة الأحداث descending action ثم نهاية ending، يختتم العمل بالذروة من دون عملية هبوط بوتيرة الأحدث حيث من المفترض ان يكون هنالك عمل نحو علاج درامي للمشكلة…تركنا العمل بصدمة قوية و هي اغتيال الدكتورة بيان من دون علاج درامي للمشكلة يوجهنا نحو النهاية…و لذلك لم يتقبل المشاهدون كثيرا النهاية، يجب ان تراعى هذه النقطة كي يستطيع الناس تقبل ذروة العمل و نهاية طيبة يجب ن يغلب بها الخير على الشر…او حتى بأضعف الأيمان ان يتضمن العمل نهاية درامية تحتوي على رسالة من صناع العمل توججهم نحو الخير…

آمل ان يتقبل صناع هذا العمل هذا النقد البناء، فلا اريد ان اكون مقصر مع عمل درامي عملاق بهذا الحجم ، كما آمل ان ارى اعمال تتمتع بنضوج أكبر اذا ارادوا صنع له جزء ثاني حيث فعليا امتعنا دراميا برواية حالمة قوية اخذتنا بحدوته جميلة لم نراها كثيرا من الدراما اللبنانية و شعر الناس بأنها قريـبـه منهم كثيرا…بل حملت جزاء من اوجاعهم لذا لاقت رواجا جماهيريا ضخم، اتمنى النجاحت الطيبة لصناعه و المزيد من الرقي والتقدم لشركته المنتجة،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى