تحرير النظر…فيما يصلنا من خبر…

تحرير النظر…فيما يصلنا من خبر…

د. #بسام_الهلول
وما نعيشه من لغط #الاخبار فيما يعرض لنا من #حوادث
لقد فرغ #ابن_خلدون من ذكره قواعد في الزيوف من الاخبار او المهزول منها…اذ يقول في مقدمته
(واما الاخبار عن الواقعات…. فلا بد في صدقها وصحتها من اعتبار( المطابقة)..فلذلك وجب النظر في امكان وقوعها وصار فيها ذلك اهم من التعديل ومقدما عليه اذ فائدة الانشاء مقتبسة منه فقط ،وفائدة الخبر منه ومن الخارج ب( المطابقة)..واذا كان ذلك فالقانون في تمييز الحق من الباطل في الاخبار بالامكان والاستحالة
ان تنظر في الاجتماع البشري الذي هو العمران ونميز ما يلحقه من الاحوال لذاته وبمقتضى طبعه وما يكون عارضا لايعتد به ولا يمكن ان يعرض له، واذا فعلنا ذلك كان ذلك لنا قانونا في تمييز الحق من الباطل في الاخبار والصدق من الكذب بوجه( برهاني)..للمدخل للشك فيه وحينئذ ،فاذا سمعنا عن شيء من الاحوال الواقعة في العمران علمنا ما نحكم بقبوله مما نحكم بتزييفه..وكان ذلك معيارا صحيحا يتحرى به المؤرخون عن طريق الصدق والصواب فيما ينقلونه)..اه قوله هنا
.. فالتحقق فيما نسمعه من وسائل #الاعلام و #الفضائيات وما يكتبه الصحائفيون اذ الاخبار وكما سمعته من استاذتي ( بنت الشاطىء)..وما تلقفته من دروس على يديها شفاهة وكتابة ( ان الاخبار لاتؤخذ عن الوراقين والصحائفيين)..الامر الذي اوليته كثير اهتمام ابان الدرس والتحصيل في الشوط الذي قطعته مع طلبتي وخاصة طلبة( الدكتواراة)…اذ اشعت فيهم ماتستطيع قولا وفعلا قاعدة الذهب والمصنفة تحتها( هل يولد لمثل هذا من مثله في الفضاء المعرفة/ التاريخ)
..فالتلقي سواء سماعا او كتابة يجب ان نحكم مبدأ ( المطابقة)…واعتماده معيارا لصحة ما يتناهى الينا من اقوال او اخبار…على يد الوراقين او الصحائفيين فهم (كحاطبي ليل)…
..فالتحقق من صحة الخبر يبدأ بالتحقق من امكان وقوع( الواقعة)..ففي هذا الامكان يتحقق صحة ماينقل من اخبار ..اما اذا ثبت ب( العمران).. ان الواقعة محكومة بمنطق( الاستحالة)..فالخبر مغلوط بلا ريب…اذ لايدخل في موضوع هذه المعرفة الا ما هو من طبيعة عمرانها اي من ضرورته ..اما العارض او المستحيل اي مالا يمكن ان يعرض له في اجتماعنا الحضري او البدوي..(فلا)
…اذن لابد من اعتماد الاخبار مايحكم باصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والاحوال في الاجتماع الانساني..والا وقعنا ووقع السواد منا في مغالط لايؤمن العثار فيها..
..ومناسبة الطرح مني في هذا المقام فيما نسمعه وما يفيض به الاعلام من مغالط يوقع الجمهور والسواد بما يتوهم..وكما يقول ابن خلدون(والغلط هدا خفي لايتجنب الوقوع فيه الا من كان متسلحا بنظرية( العمران وصيرورته التاريخية)…وهذا امر لايكاد يتفطن له الا الاحاد من الخليقة…
..وعليه تجاه ما يرحض علينا من اعلام
( السيّد)…فعلى العبيد التحرر منه….
والنظر والتريث فيما ينشر من اخبار عن الواقعات..اذ القاعدة تقول( ان كنت ناقلا فالصحة..وان كنت مدعيا فالدليل).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى