تحرير العقل .. بداية النصر

#تحرير #العقل .. بداية #النصر

م. عبد الكريم أبو زنيمة
ونحن نشاهد من الضفة الشرقية لنهر الأردن #صواريخ #المقاومة –صواريخ العزة والكرامة- الكرامة العربية التي أفقدها النظام الرسمي العربي لشعوبه في متاهات ودهاليز وسراديب التفاوض والتطبيع والتنسيق الأمني مع هذا الكيان اللقيط الذي ما كان ليدوم حتى يومنا هذا لولا تواطؤ وتآمر الأنظمة الرسمية الوظيفية معه وتبعيتهم وخنوعهم لإمبراطورية الشر وراعية الإرهاب العالمية امريكا! هذه الامبراطورية التي عارضت بالأمس صدور بيان “مجرد بيان” يدين الجرائم الصهيونية بحق الفلسطسنين العزل المدافعين عن مقدساتهم وبيوتهم، وللتذكير فإن أمريكا التي ينحني لها حكام وملوك الطوائف ويقدسون ويسبحون بحمدها استخدمت حق الفيتو أكثر من (45) مرة في مجلس الأمن لصالح الكيان الصهيوني، كما صرّح المستشار السابق لترامب (الصنم الأعلى للأنظمة العربية العميلة) يوم أمس صراحةً عبر حسابه في تويتر بأنَّ أمريكا تدعم إسرائيل صراحةً.
هذه الصواريخ المنهمرة فوق رؤوس الصهاينة التي نُعتت بالامس بالعبثية ها هي اليوم تعيد للقضية الفلسطينية بريقها ووهجها بعد أن ظن الصهاينة والمطبعون الذين أنفقوا مئات المليارات لتضليل الشعوب العربية وحرف بوصلة النضال العربي نحو عدو وهمي، مليارات ذلهم وهوانهم أُنفقت لتدمير الدول العربية التي تشكل عمقاً وداعماً ونصيراً لحركات المقاومة المناهضة للكيان الصهيوني، هذه الصواريخ وهذا الصمود ما كان ليتحقق لولا الدعم اللامحدود الذي قدمته وتقدمه إيران وسوريا وحزب الله التي جاهدت أنظمة التطبيع عبر عقود من الزمن وسخرت كل مقدراتها لشيطنتها وتأليب الرأي العام العالمي ضدها حتى وصل بها الأمر لأن تخوض أقذر حرب ضد أفقر وأنبل شعوب الارض “اليمن” خدمة للمصالح الصهيونية.
أمام معجزات البطولة التي يسطرها الشعب الفلسطيني ضد قوى الظلم والاستبداد والاجرام والتواطؤ والتآمر على الشعوب العربية أن تخوض حرب موازية تحرر العقل العربي من كل الشوائب التي لصقت به عبر عقود من التضليل وأخطرة المتدثر بعباءة الدين، اليوم بات واضحاً لكل ذي بصيرة أن الداعم الرئيسي لهذا الكيان الصهيوني العنصري هو ديمومة عروش الأنظمة الوظيفية العربية التي فرّطت بكل ما هو وطني، على الشعوب أن تدرك أن من صنّف حركات المقاومة العربية بالإرهاب لا يعمل الا لصالح المشاريع الصهيوأمريكية –وأن من يطبع مع الكيان الصهيوني لا يخدم الا المشروع الصهيوني– وأن من يبذر بذور الطائفية والمذهبية لا يخدم الا الحركة الصهيونية، فالذي هرّب السلاح والتمويل الى غزة المحاصرة هو أخيه المسلم الشيعي –وأن من حمى المسلم الراكع الساجد هو أخيه المسيحيي– وأن من جهر بأعلى صوته وندد بجرائم الصهيوني هو البوليفي –وأن من يبث إعلام الخلاعة والرذيلة في الوقت الذي يرفع فيه أذان الجهاد في مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتُقرع أجراس مهد المسيح عليه السلام، فإنه يشارك الصهيونية في جرائمها ومذابحها ويروج للاوهام والخرافات التوراتية.
باختصار، على الشعوب العربية أن تدرك وتعي أن الانظمة القمعية الاستبدادية لا تخدم الا من يحمي عروشها وهي ترى في دويلة الكيان الصهيونية العنصرية نصيراً وظهيراً وحامياً لعروش ذلها وخنوعها.
معركة الوعي تتطلب منا ترجمة وتحويل هذه الانتصارات البطولية إلى استراتيجيات ثقافة وطنية وثقافة توعية عالمية بالصوت والصورة والكلمة والرسم وكل ما يخدم قضيتنا المقدسة، على الأحرار من الكتّاب والمفكرين والفنانين والرسامين ومن كل في موقعه فضح كل الخرافات والتزوير والاعلام الصهيوني وكذلك فضح الغرب الاستعماري ونفاقه وكذبه وتباكيه على حقوق الانسان، هذا الغرب الذي يشاهد على مدار الساعة الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينين العزل ولم يحرك ساكنًا، على الشعوب العربية أن تتحرر من عبوديتها ومن قيودها فالأحرار هم من يصنعون الانتصارات والمعجزات والتاريخ، على الشعوب العربية أن تتيقن بأن حمم القنابل والمتفجرات التي تلقى على رؤوس أطفال ونساء وشيوخ فلسطين أنما هي بأموال عربية بالدرجة الاولى، ونقول لكل المتخاذلين أن الحروب لا تقاس بالساعات والأيام والدمار والضحايا، فكم هو العدد المتوقع من الهجرة الصهيونية المعاكسة بعد هذه الانتصارات! وهل فضحت صواريخ غزه أكذوبة العيش بأرض السمن والعسل!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى