تحذير

سواليف
دعا خبراء ومختصون الى اعداد برامج وطنية لمكافحة التصحر وادارة واستخدام الاراضي بطريقة مستدامة، وتعزيز وتعميق الوعي البيئي، في سبيل الحد من الجفاف المتوقع ان يصل في الاردن الى 25 بالمئة من مساحة اراضي المملكة.

وحذر الخبراء بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الذي يصادف السابع عشر من حزيران من كل عام، من امكانية اتساع التصحر والجفاف في الاردن ما لم يتم إتخاذ اجراءات وقائية واحترازية على نطاق واسع.

ويدعو شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر ” معا لنشرك الناس في حماية الأرض واستصلاحها “، إلى العمل على تعاون شامل لتحييد تدهور الأراضي،وخاصة ان المؤشرات العالمية تبين أن الأراضي الجافة تمثل ما نسبته 40 في المائة من مساحة اليابسة في العالم، ويعيش عليها ثلث عدد السكان، كما يخسر العالم سنويا من 20 ألفا إلى 50 ألف كيلومتر بسبب تدهور الأراضي.

وقال وزير البيئة الاسبق المهندس خالد الايراني ان الاردن يواجه التصحر لعدة أسباب داخلية منها التحطيب والامتداد العمراني على حساب الاراضي الزراعية والرعي الجائر الذي يؤدي الى انكشاف التربة وبالتالي تسارع مستمر في انجارفها مما قد يزيد التصحر.

واضاف ان من الاسباب الخارجية التي تؤدي الى التصحر عوامل بيئية كالتغير المناخي ما يؤدي الى ارتفاع في درجات الحرارة والتي تؤثر بالتالي على الارض.

وبين ان المملكة ليست من الدول المؤثرة او المسببة للتغير المناخي بل تتأثر من هذا التغير اذ ان من المتوقع ان يصل نسبة الجفاف فيها الى 25 بالمائة نتيجة لنقص المياه وما يؤدي ذلك الى التصحر.

ودعا الايراني الى مكافحة التصحر والجفاف من خلال اتخاذ عدد من الاجراءات ، أهمها اتباع سياسة استعمال واستخدام الاراضي ، ونشر الوعي في الاعلام والمناهج الدراسية باهمية المحافظة على الاراضي ومكافحة التصحر،وتفعيل القوانين اللازمة لحماية البيئة والغابات ومنع التحطيب، مبينا ان الاردن يحوي تسع محميات طبيعية تحمي التنوع الحيوي والموائل بشكل فعال.

وتشير دراسة أطلقها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بعنوان “التصحر في الاردن” أعدتها المهندسة ايمان بني حسن ، بأن التصحر من أهم المشاكل البيئة التي تواجه الاردن ، اذ تبلغ نسبة المساحة المتصحرة في الاردن حوالي 81 بالمئة من المساحة الكلية والمساحة المهددة بالتصحر حوالي 16بالمئة، ما يتطلب وضع خطط تتناسب مع مختلف المناطق المتأثرة بالتصحر ، خاصة تلك التي تقل أمطارها عن 200 ملم.

وقال مدير مديرية حماية الطبيعة في وزارة البيئة المهندس رائد بني هاني ان الحكومة وقعت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التصحر عام 1996 وصادقت عليها عام 1997 ومنذ ذلك الوقت دأبت على العمل ضمن الأطر القانونية والفنية لتفعيل هذه الاتفاقية على أرض الواقع ،خاصة أن الأردن يقع في منطقة جافة وشبه جافة وبسبب تذبذب معدل الأمطار تعاني مساحات شاسعة لمشكلة التصحر وتدهور الأراضي.

وأشار الى انه في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني تأسست وزارة البيئة لترث ما سمي المؤسسة العامة لحماية البيئة ودأبت منذ ذلك الوقت على العمل على الاتفاقيات الدولية وتنفيذ التزامات الأردن الدولية ومنها إتفاقية مكافحة التصحر حيث صدرت الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر التي كان تحديثها الأخير عام 2015 لتغطي حتى عام 2020 .

واضاف ان هذه الإستراتيجية تأتي تماشيا مع متطلبات الإتفاقية وهي خارطة طريق العمل لجميع المعنيين حيث أنشأت تحت مظلة وزارة البيئة ممثلة بمديرية حماية الطبيعة اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر لتضم أعضاء من المؤسسات الحكومية وهيئات المجتمع المدني والجامعات والمراكز البحثية والقطاع الخاص،لافتا الى انه تم تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة بمكافحة التصحر،حيث يتم حالياً تنفيذ مشروع يمتد لثلاث سنوات بالتشارك مع UNDP ووزارة الزراعة و وزارة المياه والري لتضمين مفاهيم اتفاقية مكافحة التصحر في الإستراتيجيات الوطنية الخاصة بالمراعي والجفاف و وضع الحلول المثلى في إستدامة المراعي و التعامل السليم مع حالات الجفاف إن وقعت.

وتؤكد الامم المتحدة ان التصحر يؤثر على سدس سكان العالم، ويسبب الفقر على نطاق واسع. ويقول الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي – مون في رسالته وجهها بمناسبة هذا اليوم الى ان تدهور الأراضي والجفاف وتغير المناخ ظواهر مترابطة، اذ تتعرض أكثر من 50 في المائة من الأراضي الزراعية لتدهور متوسط أو شديد، مع فقدان 12 مليون هكتار من الأراضي يمكن استغلالها للإنتاج كل عام.

من جانبه، دعا أمين سر جمعية مكافحة التصحر وتنمية البادية الاردنية المهندس اسلام المغايرة إلى زيادة الوعي بمفهوم التصحر والجفاف ، وخاصة انه في السنوات الاخيرة استجدت بعض الامور في موضوع التغير المناخي والتنمية المستدامة ، والحروب والظروف الاخرى والتي ساهمت في تشجيع الاخرين ودفعهم للاهتمام بهذا اليوم .

واوضح ان التصحر وتدهور الاراضي يؤثر على مناحي كثيرة ليس في موضوع الغذاء فقط وانما يؤدي الى الهجرة والحروب والفقر وهذا ما يدعو العالم الى ضرورة الاحتفال بهذا اليوم للعمل بجد لمكافحة التصحر والحد منه لانه ينعكس بآثار سلبية اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا على الناس والموارد الطبيعية .

وبين ان الجمعية هي الجمعية الوحيدة المتخصصة في مكافحة التصحر ، وهي حريصة على تنفيذ نشاطات منها إطلاق مجموعة قصصية لعمر عشر سنوات بعنوان (عسولة صديقة البيئة ) بأسلوب قصصي ، كتبتها كاتبة بيئة وتربوية بطريقة مبسطة ومشوقة بخمس قصص مختلفة في مجالات تتعلق بالبيئة،وتنفيذ برامج لطلاب المدارس والجامعات لتوعيتهم بموضوع التصحر واهمية المحافظة على الرقعة الخضراء والحد من التصحر والمحافظة على المياه.

(بترا)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى