الأردن وأزمة خاشقجي / عمر عياصرة

الأردن وأزمة خاشقجي

يتعامل الاردن مع ازمة مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بحذر مبالغ فيه، مبرر احيانا، وغير مبرر في بعض الاوقات.
فالاردن اكتفى بإصدار بيانين مقتضبين، احدهما في بدايات الازمة والآخر بعد اقرار الرياض بموت خاشقجي في القنصلية، وكلا البيانين كانا على درجة من المجاملة والمجانبة في ذات الوقت.
ايضا، امس الاول شارك الملك عبدالله في افتتاح مؤتمر دافوس الصحراء، في وقت غابت فيه قيادات الصف الاول في مصر والامارات عن الحضور، مما اعطى لحضور الملك وزنا مختلفا.
الاردن يراقب، ولا يتدخل، ولا اظنه يملك ادوات التدخل، لكنه بالمقابل يحاول عدم اغضاب الرياض او خدش العلاقة معها بأي شكل من اشكال التعابير المحتملة.
فلو دققنا بما يكتبه الاعلام الرسمي والاهلي، سنجد ان ثمة توافقا جمعيا على عدم الاشتباك مع الموضوع، والامر هكذا ليس بالضرورة خاضعا لتعليمات، بقدر كونه مرتبطا بشعور جمعي يؤيد عدم التدخل؛ وبالتالي تجنب اغضاب الرياض.
اتفهم سلوك الدولة والرسمي في مسألة الحياد والانتظار، وتأكيد العلاقة مع الرياض، لكن يقلقني ان تتسرب تلك المواقف للجميع النخبوي، بينما مواقع التواصل تتحدث بحرية اوسع واكبر.
أتساءل: اين نقابة الصحفيين؟ واين مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة بالحريات الصحفية وحقوق الانسان؟ كلهم التزموا الصمت في تداخل رسمي اهلي يثير القلق ويعظم السياسة على القيم.
جيد ان ترى الجميع يقدرون مصلحة البلد ومصالحه الحيوية ويتفقون عليها تنظيرا وسلوكا، لكن ما نخشاه ان يكون الردع الذاتي الداخلي اصبح مرضيا في بلدنا.
قضية خاشقجي تشتبك فيها ساحات كثيرة، تختلف طرق تعاملها معها، فالاعلام الاميركي مثلا تراه يماس اداءً يختلف كليا عن نظيره المصري، ضمن اطار مختلف من الموضوعية والتنوع.
اما نحن في الاردن فثمة خلل أراه بنيوياً، فلا يعقل ان نكون جميعا على مستوى واحد من المواقف، وان نكتفي بالهمس، مع ذلك ارى ان ايجابية تقدير «عدم احراج الدولة» معقولة دون اطلاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى