تحديان خطيران .. الإحتلال وكورونا / المحامي محمد مروان التل

تقف المملكة الاردنية الهاشمية في هذا الوقت العصيب أمام تحديان يشكلان خطرًا حقيقيا لها ، أولهما خارجي و يتمثل بمساعي الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة لضم الضفة الغربية و غور الأردن، و يقف الأردن أمام هذا التحدي منفردا في ضوء الصمت العربي المؤسف، و التحدي الثاني ممثلا بتداعيات أزمة كورونا و تأثيرها على الاقتصاد الأردني .

ان قضية ضم اسرائيل لأجزاء من اراضي الضفة الغربية -المخالفة للقوانين و المعاهدات الدولية- تشكل تحديًا حساسًا للأردن قد عبر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني خلال مقابلته مع مجلة (دير شبيغل) الألمانية بمصطلح حساس ” الصدام الكبير ” ردًا على اي عملية ضم لاراضي الضفة الغربية و غور الاردن و التي تلغي مبدأ حل الدولتين الذي لا ترى الاردن ضمن أفق الحل النهائي للقضية الفلسطينية بديلا عنه و لا خيارا آخرا مضافا اليه ، كما و قد يمهد الضم لعملية تهجير للفلسطينين سكان تلك الأراضي للأردن ، على الصعيد الاقتصادي شكلت أزمة كورونا حِملا اقتصاديا إضافيا للأردن الذي كان منشغلاً ببلورة إطار عام للمرحلة الجديدة و التي تتمثل بالاعتماد على الذات ، فالأردن الذي أبدى نجاحاً ملفتًا في التعامل مع الآثار الصحية لازمة كورونا لا زالت بالنسبة له ملامح الخارطة الاقتصادية المستقبلية لمرحلة ما بعد كورونا مبهمة .

إن خروج مصطلح “الصدام الكبير” من جلالة الملك -و الذي عُرف عنه الحنكة السياسية- أمام أحد المجلات الأوروبية يعني أن العدة قد عُدت لأي صِدامٍ محتمل فجلالة الملك قاد بنفسه خلال الفترة الماضية اعادة ترتيب البيت الداخلي و تواصل مع أغلب المكونات السياسية و الاجتماعية و كان خلال لقاءاته شارحا للأوضاع الإقليمية و العالمية و محذرا من خطورة تداعياتها على الاردن و فلسطين في ضوء وجود حكومة يمينية متطرفة على الضفة المقابلة للأردن مدعومة من الإدارة أمريكية الجمهورية، و لقد شكلت هذا اللقاءات توجاً عاما سياسيا و اجتماعيًا بضرورة رص الصفوف و الاستعداد لما هو قادم ، و لعل الإجراءات الجدية التي اتخذتها السلطات الاردنية في مكافحة الفساد و ضبط الجهاز الإداري في الدولة اعادت ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، و تعززت هذه الثقة لدى المواطنين بالكفاءة العالية التي أبدتها الحكومة و الجيش في التعامل مع أزمة كورونا ،و لقد كان لأجراءات اعادة ترتيب البيت الداخلي الأثر الكبير في رفع مستوى المعنوية و الاستعداد للتضحية لدى الأوساط الشعبية و لدى أفراد المؤسسة العسكرية.

عالميًا يساند الاردن القبول العالمي الذي يحظى به جلالة الملك و الموقف الأوروبي المتمسك بحل الدولتين و الرافض لأي إجراءات ضم لاراضي الضفة الغربية و غور الاردن ، اضافة الى تراجع شعبية الإدارة الأمريكية الحالية لدى عموم الشعب الأمريكي و سخونة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

مقالات ذات صلة

الاردن قوي و وحدته الوطنية عنوان قوته و التقاء القيادة و الشعب بالهدف و الطموح تعزز من قوته و لديه أوراق قوى عديده في هذه المواجهة المحتملة ابرزها إلغاء اتفاقية وادي عربة و قطع العلاقات السياسية و الاقتصادية مع اسرائيل و كما وقف سدا منيعا ضد تجديد اتفاقية تأجير الباقورة و العمر ، فأنه قادر على التصدي لأي مشروع اسرائيلي ينتقص من السيادة الاردنية و حقوق الفلسطينين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى