
أنزل #الاتحاد_السوفيتي إلى الماء قي 23 سبتمبر 1980 #غواصة بحجم غير مسبوق. كانت بارتفاع مبنى من تسعة طوابق وكان طولها يوازي تقريبا ملعبين لكرة القدم.

بذلك دشنت البحرية السوفيتية في هذا اليوم في حوض “سيفماش” لبناء السفن في مدينة “سيفيرودفينسك”، الواقعة قرب سواحل البحر الأبيض بالمحيط المتجمد الشمالي، #أكبر_غواصة_في_العالم.
كانت هذه الغواصة الضخمة الأولى من فئة “أسماك القرش”، وسُميت “تي كي – 208″، ضمن مشروع غواصات الصواريخ الاستراتيجية الثقيلة رقم “941”، وقد أطلق عليها فيما بعد اسم “الإعصار”.
الخطوة كانت تمثل ذروة تصميم الغواصات في فترة الحرب الباردة، وبها أكد الاتحاد السوفيتي قدرته على القيام بدوريات لا يمكن رصدها تحت جليد القطب الشمالي لأشهر طويلة.
كان هذا النوع من الغواصات في تلك الحقبة، جزءا أساسيا من استراتيجية الردع النووي السوفيتية، وبها ضمنت موسكو قدرتها على الرد بضربة قاتلة في حالة تعرضها لهجوم نووي.

أدرجت هذه الغواصة النووية الضخمة في كتاب “غينيس” للأرقام القياسية كأكبر سفينة تحت الماء تم بناؤها على الإطلاق.
كان طولها يبلغ 172 مترا، وعرضها 23.3 مترا، وداخل هيكلها الفولاذي خفيف الوزن كان يوجد هيكلان متينان بقطر 7.2 أمتار، وكانا مقسمان إلى ثماني مقصورات.
طاقم هذه الغواصة كان يتكون من 165 شخصا، وكانت قادرة على الإبحار بشكل مستقل لمدة ستة أشهر، فيما بلغ أقصى عمق لغوصها 500 متر، وسرعتها تحت الماء حوالي 50 كيلو متر في الساعة.
ما ميز هذا النوع من الغواصات النووية أيضا أنها على عكس سابقاتها، وفرت ظروفا معيشية غير مسبوقة لطواقمها، بما في ذلك صالة ألعاب رياضية وحمام سباحة وحمام بخاري وحظيرة للطيور، لتأمين أفضل ظروف للاسترخاء أثناء الدوريات الطويلة.
طُوّر مشروع غواصات “تايفون”، وتعني الإعصار، مكتب تصميم “روبين” المركزي، واكتمل التصميم في ديسمبر 1972.
صنع الاتحاد السوفيتي هذه الفئة الجديدة من الغواصات النووية ردا على بناء الولايات المتحدة غواصات نووية من فئة “أوهايو”. حُددت أبعاد غواصة “الإعصار” النووية السوفيتية بحسب أبعاد صواريخ “أر – 39” الباليستية العابرة للقارات الجديدة ذات المراحل الثلاث والعاملة بالوقود الصلب.

بالمقارنة مع صواريخ “ترايدنت 1” التي تسلحت بها الغواصات الأمريكية من فئة “أوهايو”، تميّز صاروخ “أر – 39” بمدى ووزن رمي متفوقين، وحمل 10 رؤوس حربية مقارنةً بثمانية رؤوس حربية في الصاروخ الأمريكي المماثل.
كان صاروخ “أر – 39” في نفس الوقت أطول مرتين تقريبا وأثقل بثلاث مرات من نظيره الأمريكي. لم يكن حجم الغواصات النووية الاستراتيجية السابقة القياسي مناسبا لاستيعاب صواريخ بهذا الحجم.
قبل تدشين الغواصة النووية الأولى من هذه الفئة الجديدة، رُسمت صورة “سمكة قرش” على مقدمة الغواصة أسفل خط الماء؛ وفي وقت لاحق، ظهرت صورة مطرزة لسمكة القرش على زي أفراد الطاقم.
على الرغم من تأخر تدشين الغواصة عن الموعد المخطط له، إلا أنها بدأت تجاربها البحرية قبل شهر من إنزال الغواصة الأمريكية “أوهايو” في 4 يوليو 1981.
دخلت “تي كي – 208″، الغواصة الأولى من فئة “أسماك القرش”، الإعصار لاحقا، الخدمة في أسطول الغواصات السوفيتي في 12 ديسمبر 1981. جرى تصنيع ست غواصات من هذا النوع بين عامي 1981 – 1989.
آخر غواصة عاملة من هذا الطراز واسمها “ديمتري دونسكوي”، أوقفت عن العمل في فبراير 2023. في مارس 2025، وقد اتخذ قرار بتحويلها إلى “سفينة متحف” في مدينة سان بطرسبوغ.