تحتَ سماءِ الحربِ / هبة طوالبة

تحتَ سماءِ الحربِ

#هبة_طوالبة

الرابعةُ صباحًا صوتُ الفجرِ ونسماتُ الربيعِ وهديلُ الصباحِ  وخبزُ  امي وصوتُ أبي، كانت تلك الحياة ولكن سرعان ما رُجِمت الحياةُ بأطياف الدماء وفي خِضَمِّ الحرب وفي مدينة ساحلية

 مزقتها الحربُ، عاشَت طفلةٌ جميلةٌ تدعى غزة،    فتاةٌ ذكيةٌ وهادئةٌ، تحملُ عبءَ رعايةِ شقيقيها الصغيرين. عمر، شابٌ شجاعٌ ومحبٌ للمغامرةِ، يبحثُ عن لقمةِ العيشِ لعائلتهِ. لين، طفلةٌ مرحةٌ وبريئةٌ، تحاولُ أن تنشرَ البهجةَ في قلوبِ من حولها، لكن دون جدوى. صرخةٌ في وجهِ الظلمِ في أحدِ الأيامِ، بينما كانَ عمرُ يبحثُ عن طعامٍ لعائلتهِ، صادفَ مجموعةً من الأطفالِ يلعبونَ لعبةً غريبة لعبةَ حربٍ. عمر، الذي ذاقَ مرارةَ الحربِ، شعرَ بغضبٍ عارمٍ. كيفَ يمكنُ لأطفالٍ صغارٍ أن يلعبوا لعبةَ الموتِ؟ كيفَ يمكنهم تقليدُ ما يرونهُ من دمارٍ وخوفٍ؟ جمعَ عمرُ جميعَ الأطفالِ في القريةِ، وبدأَ يصرخُ في وجوههم: “كفى! كفى! لا للحربِ! لا للدمارِ! لا للموتِ! “أصيبَ الأطفالُ بالصدمةِ من صرخةِ عمرَ، وبدأوا يتساءلونَ عن سرِّ غضبهِ. الجزء: حكايةٌ عن زمنٍ جميل حكى لهم عمرُ عن حربٍ أخرى، حربٍ لا مكانَ فيها للموتِ والدمارِ، حربٍ تُقاتلُ بالحبِّ والسلامِ والتسامح. تحدّثَ عمرُ عن زمنٍ جميلٍ عاشَ فيهِ قبلَ الحربِ، هو زمنٌ مليءٌ بالضحكِ واللعبِ والأملِ. تحدّثَ عن أهميةِ التسامحِ والتعاونِ لبناءِ مستقبلٍ أفضل.: شعاعٌ من الأملِ في البدايةِ، لم يفهمْ الأطفالُ ما يقولهُ عمرُ. لكن مع مرورِ الوقتِ، بدأتْ كلماتُهُ تُحدثُ تأثيرًا سحريًّا في قلوبهم. بدأَ الأطفالُ يتخلّونَ عن لعبةِ الحربِ، وبدأوا يلعبونَ ألعابًا أخرى، ألعابًا مليئةً بالبهجةِ والسعادةِ. اختبارٌ قاسٍ ولكن، بينما كانتْ القريةُ تُعانقُ السلامَ، كانتْ الحربُ لا تزالُ تُلقي بظلالها على مستقبلِ الأطفال. في أحدِ الأيامِ، هزّ انفجارٌ ضخمٌ القريةَ، تاركًا وراءَهُ الدمارَ والخوفَ. فراقٌ مُؤلمٌ في صباحِ اليومِ التالي، استيقظَتْ ريمُ ولينُ على وقعِ صراخٍ وأصواتِ بكاءٍ. هرعَتا إلى مكانِ الانفجارِ، لتجدا نفسيهما أمامَ مشهدٍ مروعٍ: مبانٍ مدمرةٌ، وجثثٌ ممزقةٌ، وأطفالٌ يبكونَ لفقدانِ أحبائهم. لم يكنْ عمرُ بينَ الناجينَ. ماتَ عمرُ في الانفجارِ، وبقيت ريمٌ ولينٌ وحيدتينِ في هذا العالمِ القاسي. الجزء السابع: وعدٌ وعهدٌ لم تستسلمْ ريمٌ ولينٌ للحزنِ واليأسِ. تذكّرتا كلماتِ عمرَ، وقرّرتا أن تكملا مسيرتهُ في نشرِ السلامِ والحب. بدأت ريمٌ ولينٌ بتنظيمِ فعالياتٍ وورشِ عملٍ للأطفالِ، تُعلّمانِهم فيها أهميةَ السلامِ والتسامحِ. رحلةٌ في زمنِ الحربِ ..

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى