تجليّات الثقب

مقال الخميس 9-7-2020
تجليات الثقب
أي ذنب ارتكبه هذا الشعب حتى يعاقب بهكذا حكومات؟ ..التيه والتردد..والتخبط..والإدعاء الفارغ..والإنجازات الورقية أكثر ما يميّزها.
في الوقت الذي كان يتباهى الرزاز بجلب استثمارات جديدة ويعلن ذلك في تسجيل فيديو ،كانت تتقدّم شركة الاسمنت لافارج لقانون الإعسار تجنّباً للتصفية..ترى كيف لي أن أصدّق بجلب “الحبيب” وأنا لم أحافظ على “الشريك”…وما شعور المستثمر الجديد وهو يرى شركة عملاقة مثل لافارج تترنّح في السوق..بالتأكيد سيشعر بالطمأنينة وحكمة القرار!!..
وزيرة الطاقة زواتي تنظر الى الربط الكهربائي مع أربع دول حسب قولها..وشركة الكهرباء الوطنية تعاني من خسائر بالمليارات حوالي (5.5) مليار دينار، حسب التصريحات الرسمية ،ناهيك على أن الكهرباء في الأردن هي ثاني أغلى تسعيرة في الوطن العربي على المشتركين..ثم تأتي الأخت التي لا تعلم شيء بالطاقة لا “من الباب ولا من الطاقة” وتريد أن تربطنا عدم المؤاخذة مع أربع دول.
وكل يوم مؤتمر صحفي و”يرزدنتيشن” وكلام عن انجازات لم نرها ولن نراها الا على الورق الذي يرمى عند خروجهم من المؤتمرات الصحفية..
المشكلة انهم لا يستشعرون اشمئزاز الناس وسخريتهم من الكلام المكرر الممل المحشو بالوعود الفارغة والدجل الاقتصادي الذي لا يطعم فماً ولا يدفع فاتورة…
تعالوا الى التعليم..يصرّح أمين عام وزارة التربية أن العام الدراسي المقبل هو في 10 آب القادم أي بعد شهر ..وبعد أن ضجّت قليلاً مواقع التواصل عدّلها الى 9-8 ثم حول ما صرّح به الى مجرّد مقترح..
تعالوا الى المالية..أمس قال وزير المالية “العسعس” أن التحدّي الأكبر هو توفير السيولة النقدية…وهذا يذكّرني بالقصة الشهيرة التي نادى بها الإمبراطور قائد جيشه وقال له لماذا خسرتم المعركة؟..قال أولاً: لم يكن معنا ذخيرة..ثانيا…قال له الأمبراطور..أولاً تكفي وجيرة الله على الزود..
أما سامي الداوود..الذي قال قبل يومين ان الواسطة والمحسوبية غير موجودة في قاموس الحكومة..فأنني “متعاجر” من الردّ عليه..لأن كل الطقم جاء بالواسطة أصلاً…كما أن في الردّ أشعر بضياع وقتي وبإهانة نفسي وأنا أفند هذا التحدّي الذي لا طعم له.
المختصر، أنا حزين على إرث هذا الوطن الذي بني بتعب الأردنيين وأحلامهم، بإخلاص من ماتوا، بدم من استشهدوا، بأردنية من آمنوا بوطنهم ، أنا حزين على المؤسسات التي كانت مضرباً للمثل في المنطقة وما آلت اليه الآن، حزين على الفرصة الضائعة التي لو كان هناك شجعان وأصحاب ضمير وأياد نظيفة تقتنصها، لكان الأردن الآن باستقراره السياسي وبمزايا شعبه مركزاً تجارياً وعلميا واقتصاديا وطبياً لكان سنغافورة الوطن العربي..حزين لأن الثقب الذي في السفينة يتجلّى أمامي..ولا أستطيع سدّه أو إصلاحه …وكل من اقترب منه أو حاول به قُطعت يده.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى