يصنف يوم الإحصاءات العامة “كواجب وطني ” يجب أن يلتف الشعب حول نفسه وحول الحكومة لإنجاحه ، ليرصدوا لنا ما تغير علينا أو ما تغير بنا خلال هذه الأعوام التي خلت . وكما قرأ الجميع في فإن الاحصائات من أهم ركائز أي مجتمع صغير كان أم كبير ..
وكوني اليوم أكتب بلسان “مفتاح إنجليزي ” هارب من صندوق عدة لدنيا البشر ، أود بصدق أن أشارككم تجارب عالمنا الجميل في صندوق العدة في مثل هذه الإحصاءات ..
يكون ذلك اليوم ذا طابع مميز هناك يحضر كل جزء من صندوق العدة نفسه ليستقبل وفود المحصيين من البشر اللذين يملكون فراسة صعب أن تجدها عند غيرهم ..تسطف القطع بصمت ويبدأ المدوِّن بالتسجيل :
مفتاح إنجليزي عدد 2
زرادية بوز رفيع عدد 2
مفك مصلب عدد 4
مفك عادي عدد 5
زرادية عاديه عدد 6
مفاتيح شق طقم عدد 1
مفاتيح رينق طقم عدد 3
ثم يسجل المدوِّن في آخر الصفحة بخطٍ باهت وكمشة مسامير وكمشة براغي صاج …
حينها يبدأ حشود المسامير والبراغي والسوامين بالتململ والغضب ، فهمي تعتقد أنها الركيزة الوحيده في هذا المكان وفي أرجاء صندوق العدة ..هي التي تثبت وتمسك كل شيء وكل ما بقي هي أدوات فقط يستعملونها لتسيير وتثبيت البراغي والمسامير وبالنهاية ..تسمى بكمشة ..هناك منها ” المطعوج” و “المعقوف” والذي أكل أرجائة الصداً لكن لا تسمى سوى “كمشة” …
ماذا سيكون غدا ناتج احصائات الحكومة لدينا ..هل سيكون أفضل نتيجة من صندوق العدة الذي تركته وهو يتململ غضباً..
كيف سينظرون لجحافل المواطنين القانطين في بيوتهم بعجز أو بنعمة ومن الذين يستقبلون المدونين ليرووا لهم أحلامهم و الآمهم وحالهم . منهم من لايملك ثمن “كاسة شاي” يضيفون بها من يأتي لعدهم وضمهم مع “الكمشه” ومنهم من ينتظرهم كأنهم من سيدون مطالبهم لتحققها عصا الحكومة السحريه ..
يسجل المدون كل شيء وتكون الاستمارات دقيقة جداً ليبان الشعب مفروزاً فقيره وغنيه وطويله وقصيره ..القوي منه والعاجز الرقيق منه والقاسي ، الموالي منه والمعارض ، المتعلم منه والجاهل ، العامل والعاطل ، البرشلوني والمدريدي ، الطويل والقصير ، وتسجل حساباتهم على الفيسبوك وكل ما يملكون من معلومات خاصة أو عامة لا يبوحون بها إلا لأطباهم النفسيين ..وكأن هذا المدوِّن مبعوث الرحمة من جنبات الحكومة التي تحن على شعبها ,ولا تعرف عن حاله إلا من خلال الإحصائات التي تساعدها على تقويم هذا المجتمع لسد ثغراته ولإنصاف من يسمى الركيزة الأولى لقيامه ….
وبالنهاية سيخرج البيان التالي بعد طول انتظار..
في بلدنا الحبيب هناك “كذا” و”كذا” و ” كمشة من الشعب” …