لا يمكن ان نمر على تجربة الطالبين ايهم وراشد دون ان نبحث فيها وندرس دوافعها ونتائجها فهي لا تمثل تجربة فردية منعزلة بل تعكس نمطا فكريا قد يتجلى في احداث مثلها او حتى مختلفة عنها ولكنها تنهل من نفس طريقة التفكير.
فأول عناصر هذه التجربة الجو المحبط المؤدي الى عدم توقع الشباب لمستقبل مشرق في ظل الظرووف السياسية المنغلقة التي خلقتها #الحكومات مع انتشار #الفساد_المالي والاداري الذي يجعل التميز العلمي بلا قيمة حيث تتسع البطالة للمجد والكسول وحيث لا يكون للشاب من مخرج الا الانحراف الى المخدرات والنفاق وتحليل كل ما يوصل الى الثروة والجاه .
وثاني عناصر هذه التجربة القطيعة الفكرية بين الجيل وبين القيادات العلمية والفكرية والتربوية والسياسية الناتج عن اليأس منها او عدم القثة بها. ولا يمكن تحميل #الشباب الوصول الى هذه القطيعة فالواقع اقوى من كل منطق يتقنه المفكرون والتربويون
والعنصر الثالث لهذه التجربة هو البحث عن مخرج محترم شريف للتغييرعند من تربوا على الخلق والدين كما يبدو من حالة هذين الشابين والاصرار على تخطي هذا الجو المحبط مع رفض السقوط في مستنقع الفساد وذلك بالبحث عن تجارب اخرى قد تنتشلهم من الاحباط والفساد معا. وقد يكون ذلك بقراءة كتاب مشهور او مشاهدة فلم ممميز او الاقتداء باحد النماذج الناجحة ودراسة تجربتها واستخلاص الدروس منه.
وقع اختيار الشابين على قراءة كتاب بدا لهما انه المخرج مما هم فيه. لم أطلع الا على تلخيص شديد للكتاب الا انه من الواضح ان الكتاب لم يأخذ بعين الاعتبار اختلاف البيئة الاجتماعية او انه لم يقصد اصلا ليكون لكل البيئات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية. فمثلا موقف المجتمع من التجارب الحرة في الغرب غير موقف المجتمع العربي عامة والاردني خاصة منها. والقوانين التي تعطي الشاب الحرية في التنقل هناك ليست موجودة هنا خاصة للمراهقين. والقوة المعنوية التي يتمتع بها حامل الجنسية الامريكية مثلا لا يتمتع بها حامل الجنسية الاردنية. والامكانيات الاقتصادية في المصانع والشركات وتقدير الابداع وتبني المبدعين هناك ليست هنا.
لذلك انا أحيي هذين الشابين ويجب على المجتمع ان يقدر تجربتهما ايجابيا ويشير الى نقاط القوة ونقاط الضعف فيها. وعقد ندوات تتناول هذه التجربة وغيرها وتشجيع الشباب على مشاركة افكارهم مع الثقات قبل تنفيذها ولو بأسماء مستعارة وتحذيرهم من استنساخ التجارب التي نحجت في بيئات مختلفة عن بيئتنا تماما . والبحث معهم عن نماذج يمكن الاقتداء بها محليا وعربيا وعالميا.
