تجارة المجالس / سامي السلوادي

تجارة المجالس

من المتعارف عليه اقتصادياً عند عامة التجار أن من أراد أن يخوض غِمار التجارة لا بُد أن يكون في الحساب بارعاً في جلب السلع مُتميزاً وللزبون وحاجاته مُذعناً وفي فن البيع والشراء مُبدعاً ، وإلا لا ربحت تجارتهم ولا هم يحزنون .

فما فائدة أن يكون محلك التجاري في وسط السوق مزيّن بأفخم القارمات ، مدعوماً بأقوى الدعايات وفي ذات الوقت لا يحمل على رفوفه سوى النخاسة من البضاعة الرخيصة.

مع اقتراب “سوق الانتخابات البرلمانية” يطل علينا تُجّار الكلمات وقد بذلوا الغالي والنفيس في حملاتهم الدعائية فلم يتركوا قضية وطنية أو عربية إلا وهزّوا بخصرهم على أوتارها علّهم يسترقوا السمع من ناخبيهم ، ولم يتركوا عمود كهرباء (بلا قافية) إلا وقد لفّوه بيافطاتهم التي تحمل وعوداً لو قُدّر لمصباح علاء الدين أن ينطق لنطق ضحكاً وعجباً من هول وعودهم .

فهذا يضع القُدس المسلوبة منذ أكثر من سبعين ربيعاً “خلفية” لإحدى دعاياته وهو يُحرّق علم العدو الصهيوني وان كان على مائدة السفير الأمريكي للجميد مُشرّباً.

وذاك يتوّعد الفاسدين المفسدين بالويل وان كان مقيماً لأحد أبناء أكبر ناهبي مقدرات البلد عيد ميلاد مجيد على حسابه الشخصي.

الناظر لمجالس النواب السابقة وممثليها وإنجازاتهم في إنعاش الوطن والمواطن يضرب ما سبق من بضائع المرشحين عرض الحائط فالكل يدري أنه يدري بأن هذه الدعايات والوعود ماهي إلا زيف وضحك على اللحى وحتى ان كان بعض أصحاب اللحى قد شارك في غِمار تلك المسرحية الهزلية.

فعندما يتحول هدف المُرشح من الربح الشخصي إلى ربح الوطن أو ما تبقى منه نكون قد أصبنا ديمقراطية الانتخاب .

فيا اخي الناخب صوتك ثمنه الوطن ، الوطن لا سواه ، الوطن بأرضه وسمائه؛ لا بتعيناته ولا مطباته وتزفيزاته!

#برلمانيات
#سامي_السلوادي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى