الاغبياء يصفقون / م . عبدالكريم ابو زنيمة

الاغبياء يصفقون

ما إن شَنت إمبراطورية الشَر هجومها على مطار الشعيرات السوري مُتذرعةً بإستخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيماوية في خان شيخون حتى بدأ الجهلة والاغبياء من العربان التهليل والتصفيق لهذا العدوان المخالف لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تحفظ السيادة الدولية والاستقرار العالمي ، هذا السلوك الهمجي لإمبراطورية الشَر والارهاب وأذيالها من الدولِ الإستعمارية هو إستمرارٌ للتضليل والخداع وفبركة الاكاذيب بهدف الإعتداء على الدول غير المنضوية تحت رايتها وتبعيتها ، هذا المُوقف يُعيد إلى الذاكرة صورة الأُكذوبةِ الكُبرى لـ كولن باول عام (2003) وهو يُلوح بالانبوبةِ في مجلس الأمن والتي إدعى أنها الجمرة الخبيثة التي يُصنعها العراق – وكانت السبب الرئيسي لاحتلاله وتدميره ، وصفق له حينها وساندتهُ ذات الجوقة من الأغبياء إذ إتضح فيما بعد أنّه غُرر به وتلك البودرة ما هي إلا بودرة أطفال !
المُتتبع لسياسات الدول الإستعمارية الأمبريالية لن يَخفى عَنهُ تاريخُها الضارب في التزييف وإختلاق الأكاذيب والتذرع بها لتبرير إستعمارها وعدوانها على بقية دول العالم ، ومما يجدر أنّ يُتذكر بأن مأساة الشُعوب العربية التي عاشتها وتعيشها هي نتيجة لأكذوبة كُبرى من أكاذيب تلك الدول أيضاً ، ألا وهي وعد بلفور المشؤوم !
لا شَك وأنّنا نُدين وبشدة من يستخدم الاسلحة المُحرمة دولياً ويجب على مُستخدمها أن ينالَ عاقبةَ أفعالهِ إذ تَم إثبتها مِن قِبل لجان ٍ مُختصة ذات مصداقية عالية ، إلا أنَّ إتهام الدولة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية دون تحقق ما هو إلا مؤامرة مفبركة من ذاتِ الدول الراعية للارهاب لتحقيق أهدافها التي عجز وكلائها عن تحقيقها على مدار الست سنوات من عمر التآمر على الدولة السورية .
مما إستوقفني حَقيقة ً هي مشاعر ترامب التي إهتزت لصور الاطفال الضحايا في خان شيخون ! لكن يُراودني سؤالٌ هُنا ألا وهو : لماذا لم تهتز مشاعره قبل أسبوع للصور المروعة لمئات الضحايا العراقيين من الأطفال والنساء والشيوخ الذين اُنتشلوا من تحت الأنقاض بسبب القصف الامريكي الذي إعترفت به الإدارة الأمريكية في الموصل ؟ ثُم اليسَ من الغريب أنَّ ضحايا خان شيخون غالبيتهم من الأطفال ؟ ألا يسكُن تلك القرية إلا الاطفال ؟
لاولئك المُكبرين والمُهللين للعُدوان الأمريكي على سوريا أن لا يفرحوا كثيراً ، فما قام به ترامب ما هو إلا لتعزيز صورته كرئيس قوي لدولة قوية وصاحب قرار ، علماً بأن القرارات في الولايات المتحدة لا يصنعها الرئيس وإنما الدولة العميقة هناك ، وهذه الضربة سوف تستثمرها روسيا الإتحادية والدولة السورية لزيادة قواهما ، وأولى بوادرها تعليق مذكرة التفاهم في المجال الجوي السوري بينها وبين أمريكا ، وكذلك تعزيز منظومة الدفاع الجوي السورية والتي كانت روسيا مترددة في تنفيذها لحسابات جيوسياسة دولية مما سيؤدي الى زيادة القدرات العسكرية لسوريا وربما سيتم أغلاق المجال الجوي السوري مستقبلا وإسقاط أي جسم طائر يدخل في مجالها ، أما إرهابيكم فأنَّ الحرب ستشتد ضدهم وسيتم القضاء عليهم ودفن مشروعكم معهم .
صفقوا أيُها الاغبياء فأنكم لا تملكون من ارادتكم الا طاطأة رؤوسكم والتسبيح بحمد ولاة أمركم من الصهاينة ودول الاستعمار والارهاب ،فبعد هذه المآسي والويلات من وعد بلفور مروراً بالسودان وليبيا والعراق واليمن وسوريا ماذا سيكتب التاريخ عنكم ! أغبياء تُلدغون من نفس الجحر مرات ومرات ! أم جهلة لا تملكون شيئاً من الحكمة والارادة والعزيمة لمعالجة وحل النزاعات الداخلية بالوسائل السلمية ! أم متآمرون على شعوبكم وأوطانكم !!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى