المسلسل الأردني إنهيار سيل جرش / مروان الدرايسة

المسلسل الأردني إنهيار سيل جرش
ما صرح به معالي وزير الأشغال العامة من أنه لا يملك عصاً سحريةً لإصلاح إنهيار سيل جرش يبدو أن هذا التصريح هو مقدمه لجعل هذا الإنهيار مسلسل أردني بإمتياز ولكنه يحاكي المسلسلات التركية التي تنفذ على أجزاء فالى أن نصل الى الحلقة الأخيرة منه يكون الشيب غزا رؤوسنا بغزارة ويصبح الشباب وقتها أجداداً يروون لأحفادهم قصة هذا الحدث المأساوي وتصبح قصة تتوارثها الأجيال المتعاقبة وجاهزة لأن يتبناها كبار مخرجي هوليوود لتمثل حدثا فريداً من نوعه وكما تقول إحداهن لو أن هذا الإنهيار حدث على طريق البحر الميت مكان إنعقاد القمة العربية في الأردن هل وقتها سيصبح إمتلاك عصا سحرية أمرا صعباً ؟
والأزمة المرورية التي حدثت على التحويلة البديلة التي تم إستحداثها بلا تخطيط مسبق وبطريقة إرتجالية هل ستستمر الى ما شاء ألله ؟ ما ذنب الموظفين الذين هم مجبرون بسلوك هذه التحويلة بمركباتهم ويتأخرون عن دوامهم يومياً بسبب ضيق الطريق وتحمل ساعات طويلة على الطريق بسبب الأزمة المرورية على هذه التحويلة التي لا تفي بالغرض ؟ , إن سياسة القرارات العشوائية لن تجدي نفعا وهي من توصلنا الى دروب مغلقة بسبب فقدان الإبداع في التفكير وفقدان التخطيط السليم في طرق معالجة الأزمات الطارئة في مجا ل الطرق وهندستها التي تحتاج مهندسين مختصين وجيولوجيون لديهم الضمير الحي والتفكير الإبداعي .
وهؤلاء والحمد لله موجودون بكثرة في أردننا وفي الوزارة المختصة وهي وزارة الأشغال العامة ولكنهم يفتقدون شيء أهم من الإبداع وهو الضمير الحي فكل همهم هو تسلم الراتب في نهاية الشهر ويسيرون على سياسة (أنا ومن بعدي الطوفان ) فلو توفرت النية الحقيقية للعمل لما أستمر أغلاق الطريق الرئيس لمدة شهر ونصف الشهر وبدون حدوث أي إنجاز في العمل فلا زالوا في مرحلة التفكير بالحل وهم لديهم الدراية الكافية بالحل ولكنهم لا يريدون العمل ,فمعالجة هذه المشكلة لا تحتاج كل هذا الوقت لأنه لا يعني إختبارمركبة فضاء قبل إنطلاقها الى الفضاء !!!! ولا يعني تطوير نظام دفاع صاروخي !!! .
في الختام أقول متى توفرت النية الحقيقية للإنجاز والضمير الحي فإن إعادة الطريق الى وضعه السابق الطبيعي ليس ضرباً من الخيال ولا هو من المعجزات ولكن يبدو بأنهم يحضرون أنفسهم للتكسب من وراء هذا الإنهيار وبطرق لا تكشفها العين المجردة (وعلم على كلامي) والأيام قادمة وحبلى بالمفاجأت يقول الكاتب بلال فوراني أوطاننا كلها مقابر والمؤمن صار فيها كافر … والصوت ضل طريق الحناجر نحن لا نعيش أزمة ضمير يا سادة لأننا بالأصل …لأننا في الأصل لم نعد نملك ضمائر!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى