” تبرير الوجود عبر التصعيد المحدود “
مهند أبو فلاح
الاشتباكات و المناوشات المحدودة التي تجري بين الفينة و الأخرى في شمال شرق سورية بين القوات الأمريكية المسيطرة على حقول النفط و الغاز في منطقة الجزيرة الفراتية الغنية بثرواتها المعدنية من جهة و الميلشيات الإيرانية التابعة لقوات الحرس الثوري من جهة أخرى يبدو أنها الوسيلة الأنسب لتبرير وجود كلا الطرفين في هذه الرقعة الجغرافية البالغة الحيوية المتاخمة للأراضي العراقية .
التواجد العسكري الأجنبي فوق الأراضي السورية بعد عاملا رئيسا من عوامل الاضطراب و التوتر على الصعيد الإقليمي برمته و هو ليس مقصورا على الجانبين الأمريكي و الإيراني بل يتعداهما إلى أطراف أخرى كروسيا و تركيا اللتان تحتفظان بقواعد عسكرية كثيرة لهما على التراب الوطني السوري تحت ذرائع و حجج واهية ليس اقلها أهمية في هذا الشأن مكافحة الارهاب .
اختلاق الذرائع و الحجج الواهية و إطلاق حملات إعلامية مكثفة من الأكاذيب المنسوجة بعناية بغية تضليل الرأي العام العالمي في شتى أصقاع المعمورة لإدامة عمر الأزمة السورية التي طال أمدها و تسويق فكرة بقاء و استمرار الاحتلال الأجنبي للأراضي السورية عبر افتعال مواجهات مسلحة محدودة و تضخيمها دعائيا قد تكون هي الاستراتيجية الأبرز في المرحلة الحالية التي تتزايد فيها الدعوات على الصعيد العربي لإنهاء الأزمة القائمة في القطر العربي السوري منذ أكثر من عقد من الزمن بالشكل الذي يضمن وحدة سورية الترابية و سيادتها التامة على أراضيها و قيام حكم وطني ديمقراطي يمثل تمثيلاً حقيقيا أبناء شعبها كافة بما يمكنها لاحقا من استرداد هضبة الجولان قلب بلاد الشام النابض و لواء الاسكندرون السليب المُحتلانِ من قبل الكيان الصهيوني و تركيا .