تايم أوت . . .

تايم أوت . . .
موسى العدوان

في هذا الزمن . . زمن توتر الأعصاب المتواصل الذي نعيشه حاليا، نتيجة للأحداث المزعجة والمتسارعة من حولنا، لابد لنا من التوقف قليلا على حافة الطريق، نبتعد بها عن هذا الزحام والضغط النفسي، لنعيش لحظات تريح النفس وتخفف عنا قليلا من العناء، مع الأديب الراحل يوسف السباعي، في قطعة أدبية مجتزأة من كتابه “إني راحلة”. أما من يرغب بمتابعة الأحداث وإبقاء أعصابه متوترة . . فله ذلك :

” . . . كان قلبي يفيض بشكر لا استطيع الإفصاح عنه . . واستيقظت قبيل الفجر وأنا أحس ببرودة صباح الخريف تتسلل من الشرفة . . فأغلقت بابها وعدت إلى الفراش . . ولكنني ظللت أتقلب دون أن يعاودني النوم . . فغادرت الفراش وخرجت إلى الشرفة . . واستقبلني النسيم الرطب يمسح وجهي بكفه الندية، فوجدتني أتنسم منه شهيقا طويلا أغسل به حنايا صدري وأندي به حرارته.

وكانت السماء منمقة بسحب الخريف المنشورة في الأفق المحمرة الحواشي . . الموشاة الأطراف. . إيذانا بمطلع الشمس، وأوراق الشجر قد كسيت بقطرات الندى المتلألئة، والمتساقطة على الأرض كالدموع الصامتة، وأبصال الزئبق تملأ الحديقة . . وأعواده المحملة بالزهور البيضاء تتمايل مع هبات النسيم. وأوراق الورد الأحمر متناثرة على الطمي . . والدالية تتثاقل زهورها على أغصانها العالية . . وحوض الماء الذي أجلسني أحمد عليه، وغسل ساقي فيه. . تتساقط من صنبوره قطرات الماء “. انتهى . . وتايم أوت.

مقالات ذات صلة

التاريخ : ٨ / ١١ / 2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى