
بَرَاءَةُ حَرف
سالم محادين
من الصُّعوبةِ بِمَكانٍ أن تَعتَقِدَ أو تُؤمنَ بِقُدرَتِكَ على تَحويلِ كَافَّةِ #المَشاعِرِ الإنسانيةِ و #الأحاسيسِ الدَّاخليةِ التي تَنتابكَ إلى #حُروفٍ مَقروءةٍ ثُمَّ مُحاولة إيصالِها للآخرينَ عبرَ كَلِماتٍ لن تُؤدي غالِبًا لإعطاءِ ذلكَ الشُّعور ما يَستَحِق من وَصفٍ يُفضي إلى تأثيرٍ ما على المُتَلَقِي.
بالرُّغمِ مِمَّا سَبَق تَنتابُني مُنذُ فَترَةٍ الرَّغبةُ بالكِتابةِ عن #بَراءَةِ الأطفالِ و كَمِّ الصِّدق الذي تَحمِلهُ سُلوكياتهم وتَعبيراتهم ولعثَمتهم و حَركاتهم النَّابعة من قلبٍ صَافٍ لَم تَمَسهُ حَتَّى اللحظة مُنَغِصَات الحَياة ومَتاهاتها المُتعبة وتلكَ التَّحولات الجَذرية في أنماطِ المَعيشة، التَّحولات التي أمسَت سَيِدة الواقِع الذي نحياهُ ونَتَكيَفُ مَعَهُ باستسلامٍ لافِت.
في داخلي فِكرةٌ غريبةٌ وتساؤلاتٌ مفادُها أن هل و كيفَ بإمكاننا جَعل النَّقاء الذي يَحملهُ #الأطفال مِعيارًا يَتِمُ بِناءً عليهِ تَقييمُ النُّصوص المَكتوبة والمُقَدَّمة من الأُدباء والكُتَّاب بِحيث يَحصُل النَّصُ على أعلى تَقييمٍ وأكبرَ رضىً وأكثرَ قراءةً عبر براءَتِهِ التي تَجعَلُ السَّرد مُلامِسًا لأفئدةِ القُرَّاء من خِلالِ رَوحانيةٍ تُضاهي في ألَقِهَا تلكَ الابتسامةِ التي يَرسُمُها داخلَ قلبِكَ طِفلٌ قامَ للتَّوِّ بِسُلوكٍ يَخلو تَماما وكُليًا من أيِّ خُبثٍ مُمكِن.
وعلى صَعيدٍ آخر لا بُدَّ من الإشارةِ إلى ما تَحتاجهُ من جُهدٍ ذِهنيٍّ مُكَثَفٍ في سَعيِكَ لعزلِ الأطفالِ عن ما يُراوِدكَ من هُمومٍ ومَسؤولياتٍ لِتَظَلَّ عبرَ تَعامُلِك مَعَهُم قَادِرًا على مُجَاراةِ عَفَوِيَتِهِم ومَنحَها استِدامةً أطوَل قُبيلَ أن تبدأَ الحَياةُ دورَهَا في تَعليمِهِم المَصاعِب شيئًا فشيئًا وفي السِّن المُلائِم فِعليًا للهُموم والشَّقاء، ( ليسَ قَبلَ ذَلِك حتمًا )
كان هذا بَعضُ ما يَدورُ في مُخَيِلَتِي حولَ الأطفال وطُفولية النُّصوص أيضًا، قُمتُ بِصياغَتِهِ هَكذا كما اطَلعتُم، رُبّما ليسَ بإتقانٍ ودِقَةٍ لكِنَّهُ؛ شأنٌ رَاودَني وظَننتُ أنَّ بإمكاني تَحويلهُ إلى حَرفٍ يَحظى بِشَرَفِ قِراءتِكُم وآرائِكم النَّيِّرةِ مع كُلِّ الحُب.
salem.mahdeen@yahoo.com