بين حسن الظن وسوء الظن اضعنا الوطن
جميل يوسف الشبول
استمعت كغيري من الاردنيين الى خطبة الجمعة اليوم والخطبة تخص شخص الوزير وحسن وسوء الظن به وبقراراته رغم محاولته تعميم الامر ليشمل كل المسلمين كما اريد لخطبة الجمعة ان تكون.
لا يريد معاليه ان يتربى الناس على منصات التواصل الاجتماعي بينما يرى وزير التربية ان يربي الاجيال ويعلمهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات التعليمية فبمن نحسن الظن وبمن نسيئه.
حتى في غزوة مؤته كان هناك رايان وكانت الغلبة للاتقى والنهاية للاكثر حنكة ولم يجتمع المسلمون بعد المعركة منقسمين الى فسطاطين فسطاط يحسن الظن وفسطاط يسيء الظن ولم يحاسب النبي سيدنا علي بن ابي طالب على موقفه من قصة الافك ولم يصعد المنبر مقسما المسلمين بل قرأ ما جاء به المولى عز وجل فهو الذي انصف وهو الذي علم وهو الذي سيحاسب الجميع.
يقول الدكتور ابراهيم الفقي ” من اعلى مراتب التوازن النفسي ان لا تسعى لتصحيح الظن السيء بك .. من اكرمك فاكرمه ومن استخف بك فاكرم نفسك بالابتعاد عنه “.
سوف يعطيك المنصب حق اصدار القرار فكان قرار رسول الله في غزوة بدر ان يقيم في موقع ما حول بدر حتى اتاه احد الصحابة سائلا رسول الله اامرك الله بهذا الموقع ام الرأي والمشورة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل الراي والمشورة ولم يقل من اجتهد فأخطأ فله اجر ومن اصاب فله اجران وغير رسول الله تموضع الجيش طبقا لما اراده الصحابي الجليل وفائدة الموقع بقطع امداد الماء عن المشركين كأحد الاسلحة المستخدمة في المعركة.
نقول لكل من تنطع لخدمة الدين او التكسب من خدمة الدين بدءا بخادم المسجد والذي لم يترك واسطة الا واتى بها لينال مردود هذه الوظيفة لا شرفها وبخطيب الجمعة والمبلغ البسيط الذي يتقاضاه لقاء الوقوف على منبر رسول الله والخلفاء الراشدين والصحابة والائمة الاطهار وصولا الى حملة الشهادات العليا في الشريعة الاسلامية كل حسب موقعه في الجامعة مدرسا وفي الوزارة وزيرا وفي دوائر الافتاء مفتيا ان الدين بحاجة الى تفعيل روحه لا ميكانيكية عمله وانتم الاعلم بالثواب والعقاب .
نقول لهؤلاء جميعا ان الاسلام كما تعلمون اصبح مستهدفا من الصديق المتدثر بثوب العدو الى العالم الذي يفسد ويعتقد جهلا انه مصلح الى العدو الذي يهدم بيده ويد غيره فلا تكونوا عونا على دينكم واعلموا ان هذه المنابر اشد خطرا من كل المنابر الاعلامية الاخرى ومن كل المؤامرات التي نشاهدها على الشاشات المدعومة من الخارج لاسقاط الوطن .
لتكن خطبة الجمعة كما ارادها الله ورسوله فلم تكن الخطبة لمحمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم بل كانت اجتماعا اسبوعيا للامة جمعاء اشبه باجتماع الهيئات العامة والهدف اطلاع الشعب على ما تحقق من اهداف في الجمعة السابقة وما سيكون من اعمال للجمعة التالية اضافة لتعاليم تخص الحياة اليومية للمسلم وضرورة تطبيقها لما فيها خير الامة .
لتكن خطبة الجمعة كما مارسها الخليفة العادل ابن الخطاب عمر واستيعابه لاتهام خطير له اطلقه احد المصلين وسمعه الجميع “لا سمع ولا طاعة” وقد اساء الرجل الظن بامير المؤمنين لا بوزيره وبعد رد الخليفة العادل كان الرد “الان سمعنا واطعنا” ولم يشتمه سيدنا عمر بن الخطاب ولم يغير منهج التربية الذي جعل هذا الشخص يسيء الظن ولم تلاحقه الجرائم الالكترونية حتى يومنا هذا .
المسؤولية امانة فمارسوها كما ارادها الله القائل في محكم الكتاب “انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا” صدق الله العظيم .
جميل يوسف الشبول