بين #الواقع والمرتقب #مشوار من #السعي…
سناء جبر
كل نهار، وفي كل إشراقة شمس يوم جديدة، نجدد العهد على أن نغذّ الخطى للمضيّ قدما في سبيل العيش الكريم الذي تتحقق به الأمنيات وتكبر #الطموحات ولا تتضاءل أو تصغر… نشمّر عن السواعد، ونرقب الغد بعيون مفتّحة وقلب مثقوب مُدمىً، وخطى واثقة تعرف في أي اتجاه تسير وتتحرك. لن أنكر، نقابل الكثيرين من الأشخاص الذين يحاولون تقويض الهمم والعزائم ويعرفون تمامًا من أين تؤكل الكتف ، وينكأون بدواخلنا الهشة جرحًا لا بل جروحًا خلنا أنها بدأت تندمل فإذا بها تتفتق من جديد عن دم قانٍ وألم لا وصف له ولا حساب، عنوانه الخذلان … تضغط على جرحك بيدك الأخرى ، تنزّ دمًا و تحبس دمعًا وتتمنى لو خلقت عديم الإحساس والشعور وتمضي لا نية عندك إلا قتل من بث وجدد فيك تلك الذكريات فكان حاله كمن نبش قبرًا ضم بين جنبيه عزيزًا وأغلق بابه عليه… لماذا وكيف وما الفائدة التي جنيتها يا هذا؟ كلها أسئلة تقذفها في وجهه وتمضي… أما آن لتلك الفئة البائسة من الزوال، كيف لك أن تشق الطريق وأنت محاط بتلك الخفافيش المزعجة التي لا تفتأ تصفق بجناحيها فتخيفك وتخدش ذاكرتك وتفتح صحائف ما مضى من خيبات… هم خفافيش بل غربان تنعق سمًّا وسوادًا وظلمة.
فلنبدأ من جديد… وإياك أن تعاتب أحدًا مهما كان عمق الإساءة، وكلا الأمرين سواء فهم صمّ بكم لا يسمعون وكأن الطير فوق رؤوسهم وقلوبهم هواء…لا تعاتب … غادر فقط ولا تنظر خلفك، فالحياة أوسع بكثير ممن لم يعرفوا قدرك ، ممن لم يحبوك ، ممن لا يعرفوك حق المعرفة، الحياة أوسع بكثير ممن رسم في مخيلته صورة سوداء عنك ورفض أن يغيرها ، أوسع بكثير من كل الهزائم والانكسارات، من كل التجارب السيئة التي مرت ، فهي أبدًا لن تحدد مستقبلك ، المهم هو أنت… حقيقتك… نظرتك للأمور… محبتك لنفسك… قناعتك بقدراتك… معرفتك للصواب… ولو ادجتمعوا كلهم على خطأ فذلك لن يحوله إلى صواب. فالحياة لا تحدّها فرصة ولا أشخاص معينون محددون، ولا تتوقع أبدًا أن أولئك السيئين سيشعرون بعقدة الذنب تجاهك لا لشيء إنما لأنهم مشغولون بكونهم سيئين، وجلّ همّهم في الدنيا إن لم يكن كله أن يحدثوا الفتن ويوقعوا الألم ويشعروا من حولهم بأنهم لا شيء فالغيرة تكاد تقتلهم، هم كالنار التي ستقتات على نفسها عندما لا تجد ما تقتات عليه، وصبرك سيحدث القتل فيهم… الذين يشعرون بعقدة الذنب عادة أولئك الطيبون الذين شعروا بأن شيئا ما أربك هذه الصفة فيهم.
الحياة واسعة دائما فيها ما يعلمك ويبث فيك القوة والطاقة من جديد للبدء والتطور والإنجاز ، فلا تؤطر نفسك بإطار وضعتك به تلك الفئة من الناس التي لا يهمها إلا نشر السموم وإضعاف لهمة، اترك لشغفك ومهاراتك القدرة على إضاءة داخلك ، بعدما بات باهتا ومحبطا وسيئا بسبب من المحبطين من حولك ،اترك دفة القيادة لشغفك وطموحك وسترى كيف ستمد لك يد العون دون حساب ولا تفكير… أخيرًا، كن واعيا تنجُ…
افتح عينيك على سعتهما وحدّق مليّا قبل كل خطوة تخطوها، وتلمّس الخير في كل عمل تقوم به أو تنويه، فربّ نيّة أعقبت فرجًا، وتنبّه موضع قدمك فتقف بثبات وقوّة غير آبه بمطبّات ومكائد وفتنٍ تتربص بك لتوقع بك وتثخن فيك الرماح، كن أنت واقبض على جمر الحق يشتعل به قلبك ويتّقد به فؤادك فتبصر الحق نورا تستهدي به الطريق أمامك… مشوار طويل محفوف بمخاطر جسام، لكنه في ذات الوقت والآن مليء بالمحبين والإخوة والرفاق في زمن عزّ فيه الرفيق… وأكرّرها مجدّدًا وكل وقت: كن واعيًا تنج؛ فالوعي سلاحك الذي لا يصدأ ولا يخدع بل يبقى نصله حادًا قاطعًا ينير لك السبل وينجيك من كل أذى وضغينة.