بين المرافق وكلب المنزل

بين #المرافق و #كلب_المنزل
#موسى_العدوان
في عقد السبعينات الماضي كان لي صديقي من أصل بدوي كريم، وقد عُين مرافقا عسكريا لسيدة كبيرة في السن، وذات مقام عالٍ. فحدثت معه القصة الحقيقية التالية، كما رواها لي بنفسه :
كان لدى هذه السيدة كلب حراسة منزلي، من عائلة الكلاب العالمية المشهورة، وكان جميل الشكل وضخم الجثة، قياسا بأقرانه من الكلاب الأ خرى.
خلال تواجد هذا المرافق في فناء المنزل الفخم لتلك السيدة، والذي أقيم على رأس أحد جبال عمان السبعة، كان يراقب دائما ذلك الكلب، الذي يُقدم له كل يوم قطعة كبيرة من اللحم البلدي الطازج، مقارنة مع طعامه الذي يقدم له من وحدته العسكرية، ويحتوي على قطعة من اللحم المجمّد المستورد.
لم يستسغ صديقي هذا الوضع، المخالف للعادات والتقاليد العربية الأصيلة. فقرر أن يستعمل ذكاءه العربي، ويستبدل قطعة اللحم المخصصة للكلب بالقطعة المخصصة له.
مضى الوضع على هذا الحال بضعة أسابيع، ظهر بعدها الهزال على الكلب. وبدأت التساؤلات تُطرح بين أفراد العائلة، عن حالة الكلب المتدهورة، وانتكاس صحته الغالية عليهم.
عرضوه على الأطباء البيطريين، وتبين أنه لا يعاني من أي مرض، وأن مشكلته تكمن في طعامه.
قررت السيدة أن تسأل مرافقها عن قصة الطعام. فطلبته إلى مكتبها وسألته إن كان يعرف عن سبب هزال الكلب، وهل أن الطهاة غيروا في طعامة شيئا أدى لانتكاسته؟ لاسيما وأنه لا يعاني من أي مرض. فطلب منها أن تعطيه الأمان وعدم الإضرار به، إذا كشف لها سرّ انتكاسة ذلك العزيز.
وبعد أن اعطته ما طلب، كشف لها عن السرّ قائلا : ” ليس من العدل يا سيدتي أن ياكل الكلب كحيوان لحما بلديا طازجا، وآكل أنا كإنسان لحما مجمدا مستوردا، فاستبدلت اللحمة المخصصة للكلب باللحمة المخصصة لي “.
فقالت له : شكرا لك على اعترافك . . ولن أعاقبك على فعلتك، ولكن اعتبر أن عملك عندي قد انتهى من هذه اللحظة “.
وهكذا كانت خسارة صديقي مزدوجة بفعل يده وغيرته. فقد خسر وظيفته مع تلك السيدة ذات المنزل الفخم والمكانة العالية، كما خسر نصيبه من لحمة الكلب الطازجة . . !
التاريخ : 2 / 3 / 2023

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى