بين الشوطين

#بين_الشوطين / #يوسف_غيشان

عام1997 وفي مباراة بين فرنسا والبرازيل ضرب النجم البرازيلي روبرتو كارلوس شلّوطا عرمرميا خيّب أمل المشجعين في لحظته، لأنه بدا وكأنه سيخرج الكرة من الملعب، لكن الكرة انحنت قليلا ودخلت الشباك…. وكانت المعجزة كما سموها في ذلك الوقـت.
هذه الكرة الملتفة فتحت المجال لتطوير علم جديد سمي (الفيزياء الرياضية). وقد فسرت هذا الالتفافة بقانون يسمى قانون ماغنوس (طبعا أنا ما بعرف مين ماغنوس)، حيث يقوم اللاعب بتسديد الكرة بقوة معينة، مما يؤدي على اختراقها للهواء وهي تدور حول نفسها مما يؤدي إلى اختلاف قيم الضغط بين جانبي الكرة (هيك فهمتها) مما يدفع بالكرة إلى الانحناء باتجاه يماثل دورانها (كلام كبير …. ما علينا).
إخوتنا في مصر حلوا هذا الإشكال الفيزيائي بعبارة رائعة تقول (ضربها موزة) …. وهنا بيت القصيد في هذا المقال الذي أعدت كتابته مرة ثانية لأن قطتي العمياء تمشورت على اللابتوب وشطبت ما كتبته في المرة الأولى.
ببساطة حياتنا موزة، يعني أنها تلتف بسرعة فتتغير قيم الضغط، وبدل أن نتدحرج إلى خارج الملعب نعود الى الملعب باستمرار يعاند الفيزياء التقليدية.
ما نفعله في اقتصاداتنا يجعل أي اقتصادي عالمي يتنبأ لنا بالسقوط المبرم، لكننا نستمر في الحياة، صحيح أننا نسامر بصعوبة، لكن من قال إن الكرة استدارة بسهولة؟ طبعا هذا ينطبق على الاقتصاد والسياسة والاجتماع والحياة بشكل عام
هذا ما يذكرني بالقصة التي تقول بأن منظّرا اقتصاديا جاء إلى الوطن العربي ليفهم هذا التناقض الغريب بين التنبؤ العلمي وبين ما يراه، كان الرجل ملحدا تماما ولا يفهم إلا لغة العلم. بدأ الرجل جولته في أرجاء الوطن…. وعاد…. مؤمنا بوجود الله. وفسر ذلك بقوله بأن هذا الوطن بدون معجزة وبدون عناية ربانية لا يمكن أن تقوم له قائمة.
وتلولحي يا دالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى