كتب نادر خطاطبة
لاجديد في استعلائية رئيس هيئة الطاقة الذرية د. خالد طوقان ، التي مارسها امس متكئا على قرار لديوان تفسير القوانين يحرم الكشف عن راتبه وأقرانه في الهيئة، ، وان صح زعم طوقان ، فنحن امام اضافة فريدة من نوعها لديوان تفسير القوانين ، ودوره واهميات وجوده ووجوبه، فالزج بالديوان يشي ان تفسيراته سياسية ، اكثر مما هي قانونية، واداة تهرب من تبعات أي مخالفات يرتكبها الرسمي، بذريعة ، رأي ديوان تفسير القوانين.
الذاكرة حافلة بحالات استفزاز كثيرة في اجوبة طوقان، على اي جهة تستوضح حول طبيعة عمل هيئته ، وما يخصها، سواء بالنووي او مستلزمات القرطاسية ، وواضح ان هيئته ورغم الانفاق الباهظ عليها ، محاطة بجدار صد يحول دون ان يتعرض احد لما يجري فيها ، او السؤال عن الوجهة التي يسير فيه المخصص لها ماليا وأوجه انفاقه .
وما دامت السبل سدت بوجه الاستيضاح او الإجابة على السؤال النيابي، الذي طرح امس حول رواتب عاملي الهيئة بذريعة غطاء ديوان تفسير القوانين ومنعه الافصاح، ورغم ما يعنيه الرد الحكومي ورد طوقان ، الا ان الإضافة بما جرى، انه يجرح ويمس هيبة مجلس النواب، ويجهض مقولة انه سيد نفسه ، وكنا نتمنى لو حول المجلس مجرى القضية الى عنوان اخر مفاده ، اين وصلنا في موضوع النووي؟؟ بعد 12 عاما على انشاء الهيئة، والشروع ببرامجها السلمية ؟؟
اخر عهدنا بالمفاعلات والذري او النووي المحلي، ان طوقان صرح عام 2012 ان اليورانيوم ووجوده بالفوسفات، نحن اولى بحرقه في مفاعالاتنا ، كونه سيكفينا لستين عاما قادمة، بمجالات استخدام الطاقة ، لكن ها نحن ندخل مئويتنا الثانية، بعد العصور الحجرية، والبرونزية والحديدية، وما تلاها ، وابرز ما يقلقنا ، تصريح للرسمي بين حين واخر، يلوح بعودة فرق المحروقات على فاتورة الكهرباء ، ليعيدنا لمربع استفسارنا من طوقان، حول اخبار مفاعلاته، والستين المزدهرات القادمات ، وموعد وصولهن.
ما صرح به طوقان مسنودا بصمت حكومي ليس بجديد ، وان جد جديد في اقواله، ان تذرع بجملة معترضة بسياق حديثه ذات ايحاءات وايماءات تحتاج لتوضيح ، فهو يقول :
” ان رئيس واعضاء الهيئة يحملون شهادات من أرقى الجامعات الامريكية” وهذه تندرج بباب الطرائف، مالم تكن النظم المالية والإدارية الاردنية، تمنح أفضلية في الرواتب لخريجي أمريكا، مقارنة بالدارسين للنووي الروسي، مثلا، وعليه لايحق لاحد الاقتراب او التعرض لمسالة ما يتقاضاه طوقان، وفريقه العامل بمعيته ، من اموال دافعي الضرائب، لكن من حقنا الاستيضاح حول امتيازات خريجي الجامعات الامريكية ان وجدت ، عل وجهتنا التعليمية لأبنائنا وبناتنا تتجه لبلاد العم سام ، سيما والمسألة بحسابات الكلف التعليمية ماليا، محليا وامريكيا متقاربة ، ان اتبعنا سياسة ” شد شماغك على خصرك” ..
بالمحصلة دعكم من د. طوقان وراتبه ، وزيد ووظيفته، وركزوا على الاخرة، اذ ورد في صحيح البخاري ان الرسول صل الله عليه وسلم قال :
” كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل ” وهكذا نحن وإياكم غرباء وعابري سبيل في وطن، وبالمناسبة الحديث الشريف مستل من نص خطبة الجمعة ليوم غد ، وعنوانها نظرة المسلم الى الحياة في ضوء القران الكريم ..
ملحوظة .. الصورة لاعلاقة لها بالنص، وربما هي حلم لخريج نووي من جامعة روسية، لبناء مفاعل نووي، وهاظ التصميم اللي طلع معه..