بيضة الدجاج وسلوكنا الهش / د. حازم المومني

بيضة الدجاج وسلوكنا الهش

لديهم قنوات كثيرة للتعبير عمّا يدور في بلادهم، هناك قنوات سياسية وقوانين كثيرة يعبر فيها الناس عن آرائهم؛ حيث المدرسة والعائلة والبيئة العامة حاضنة لذلك.
يأخذ بهاتفه ويسجل حالته في لحظة التعبير عن نفسه؛ فيكسر تلك البيضة على رأس رجل جيء به عن طريق مؤسسي تمثل حقيقة من اختاره وهو يعبر عن رأيه كما تتطلب وظيفته.
كانت تلك البيضة الصغيرة بمثابة نموذج يفتقده الكثير في عالم عبادة العباد ومن يعيش في زمن صفة الجاهلية.
كان من يدخل الدين الجديد في دين الاسلام يقولها علنا وصراحةً.
“انهم خرجوا من عبادة العباد لعبادة رب العباد”
وكان محمداً عليه الصلاة والسلام يقولها واضحة انهم كان لديهم قانونا يعاقب الضعيف ولا يطبق على القوي فيهم وهذه فقط أطلق عليها العادل محمدا صلوات الله عليه “الجاهلية” لتكون هي عنوان ما نعيشه الآن.
التنشئة في عالم عبادة العباد وصفة الجاهلية؛ حيث تعطى هالة من القدسية على أشخاص لا يصلون عند قياس نتاج أعمالهم موضع التفاهة، أسلوب نظام حياة يختلف تماما عن عالم العدالة وترجمة الأقوال الى أفعال تنعكس على حياة الناس فوراً.
متى سيكون هناك تنشئه حقيقيه لإنتاج جيل يؤمن بالمجتمع ككل لا أنانية فرديه والسعي حول مصلحته ومصلحته فقط.
متى سيكون لدينا قانونا حازماً يطبق على الجميع بلا استثناء. أنا أتحدث عن أي قانون مهما كان جائراً في نظر الناس.
متى سنعلّم اولادنا ان الرازق هو الله وأن الأجل يحميك من الموت وأن المجاملة نفاق قميء ينتشر كسرطان في مجتمعنا وان الواسطة رشوة قذرة. وأنها تجلب معلماً غير كفء وقاضياً ليس عادلاً وجندياً ليس منتمياً وموظفاً ليس مؤهلاً.
متى سنعلم اننا في مشكلة أخلاقية ودينية تنعكس على سلوكياتنا والتي أوصلتنا الى حضيض النتاج الحضاري العالمي.
متى سنفهم اننا أنفسنا المشكلة وليست تحديات المنطقة ومشاكلها.
انا مبهور جداً من بيئة تنشأ طفلاً لا يتردد في كسر بيضة على رأس من قال رأيه وهو في تلك البيئة التي تنتج إنساناً يفهم أنه إنسان فيعكس ذلك سلوكاً وكلاماً. ومن بيئة تنتج طفلاً قاتلاً لطفلة صغيرة ليس في فكرها غير أن تلعب ببراءة.
لو كان في عالم العرب رجالاً لا ينافقون الفاسدين في مجاملات ما يسمى كذباً “احترام الضيف”. لما كان الفاسد بيننا يقوى على الخروج من جحره فيملأ الأحرار فمه طينا وقذارة.
لا أحرض على هذا ولكني اعطي إعجابي الشديد في ردة فعل ذلك الشاب والتي ذكرتني بموقف عمر بن الخطاب عندما خاطبة مواطناً يفهم ما تعنيه مواطنته وما له وما عليه في دولته؛ أنه لن يتردد في تقويمه بسيفه إن هو أخطأ.
يجب أن يكون هناك عقاباً للفاسد على المستوى الشعبي بعزلة اجتماعيا، بل حتى عزله على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن النفاق الاجتماعي لن ينتج جيلاً واعياً ليبني وطناً قوياً بل سيبني مزرعة يلهث الأفراد فيها لتأمين حياتهم وطعامهم ومأمنهم؛ فتكون هشةً آيلة للسقوط في أي لحظة.
بيضة الدجاج تلك كشفت كثيراً لما ينقص عالم العرب في تربيتهم لأولادهم؛ فهل يفعلها من يعقل الكلام، أما أنا فقد فعلتها منذ زمن طويل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى