الوقف التعليمي سيطل قريبا / حسن العتوم

الوقف التعليمي سيطل قريبا
حسن العتوم

خطوة جادة و احياء لفكرة ربط و مراقبة المجتمع على تطوير المرافق المدرسية من جهة وضمان حصول ابنائهم على الخدمة الافضل داخل هذه المرافق.

التاريخ العربي الاسلامي كان دائما يزخر بربط المسجد في التعليم و ربط المسجد باي نشاط على مستوى الدولة وجمبعنا ندرك ان اول مسجد بني في المدينة المنورة كان مركزا اساسيا لادارة شؤون الدولة السياسية و الاقتصادية و الحربية فكان المسجد هو منارة لكل شيء له صلة بالعبادات او الثقافة او كل ما يهم المجتمع في حينها و بتالي كان المسجد جاذب لكل الوان الطيف الاجتماعي و من مختلف الاعمار و لكن مع انحسار دور المسجد فقط لاداء الصلاة وخطب كلاسيكية لا تمت للواقع بصله اصبح كثيرا من الناس لا ينجذبون نحو فكرة الذهاب للمسجد و رغم ان وزارة الاوقاف هي الاغني ماديا من دون الوزارات الاخرى الا انها الاقل جاذبية و الاقل نشاط في شراكة المجتمع وانحسر دورها في بناء المساجد فقط للصلاة و لا يوجد اي نشاط اجتماعي او سياسي او اقتصادي او تعليمي بالمعنى الاكاديمي يذكر.
واقع وزارة الاوقاف لا يختلف كثيرا عن وزارة التربية و التعليم و المقارنة هنا حاصلة بسبب الاعدا الهائلة للمساجد و اتحدث عن اكثر من 7000 مسجد و اكثر من 4000 مدرسه و النشاطات الاجتماعية و الثقافية و غيرها غير متوفرة تماما في الجانبين و كنت اتمنى على وزير الاوقاف ان يوسع دور المسجد ليكون مركزا توعوي يرعى الفكر و الثقافة و الرياضة و يحتضن الصغار بانشطة عامة تجعل هذا المسجد مزارا لكل اطفالنا.

وزير التربية الدكتور عمر الرزاز و بالشراكة مع المؤسسات اطلق فكرة الوقف التعليمي هذا العام و على حد علمي ان هنالك جاهزية كاملة للبدء بفكرة الوقف التعليمي خاصة بما تعانية مدارسنا من فقر و عجز و تاكل في البنى التحتية و الاعداد المتزايدة للطلاب خاصة مع توافد المهاجرين قسرا من دول الجوار و الاهم من كل ذلك هو غياب الدور المجتمعي الرقابي في التعليم .

مقالات ذات صلة

صحيح ان الوقف التعليمي سيزيد من الاشراف و الشراكات المجتمعية في تحسين بنية المدارس و يعطي لهذه المرافق حيوية جديده ضمن اولويات المجتمع و ليس اولويات الوزارة و هذا بحد ذاته خطوة رائدة تعيد بناء الثقة من جديد و تحصن المدارس من تغول خطط و اولويات الوزارة لتضفي طابعا اجتماعيا يصب في المحصلة بالتنافس الحقيقي ما بين افراد المجتمع في تحسين ضروف مدارسهم كل حسب اولوياته و تنافس ايضا من قبل الوزارة لوضع خطط و برامج لاستقطاب اكبر عدد ممكن من ابناء المجتمع على ارضية تقديم الخدمة الاميز.
اكثر ما لفت انتباهي بما تقوم به الوزاره هو ان الوقف و المتبرع يحدد اولوياته حسب حاجته و ليس حسب حاجة الوزارة فعلى سبيل المثال لا الحصر لو اراد احد وهب قطعة ارض او مبنى او تبرع مادي فله الحق ان يحدد المحافظة او اللواء او المدرسة التي يريد التبرع لها او انشائها و هذا ما يجعل الوزارة بيئة جاذبة لثقة المجتمع .

اعتقد ان هنالك واجب على الوزاره في تسويق هذه الفكرة بزخم اكبر ليس فقط ضمن حدود الوزارة و انما تشعيب الفكرة من خلال مديراتها و التواصل و الشراكة الحقيقة مع كل مكونات المجتمع الاردني باختلاف جغرافياتها .

بالتوفيق دكتور عمر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى