تخبيص في تخبيص
مستعملو الطريق هذه الايام من مشاه وسائقين يعانون من سوء التصرف وغياب الفن والذوق والاخلاق عن شوارعنا وحل مكانها العنجهيه والرعونه ( وشوفة الحال ) من كافة فئات مستعملي الطريق .
من هنا وخلال السنوات الاخيره بدأنا نلحظ هذا التغيير في السلوك والسبب هو غياب السلطه وعدم وجود تنبيهات في المدارس والمنازل وصولا الى فقدان الاحساس بحق الغير لاستعمال الطريق وسهولة الحصول على رخصة قياده وتزداد سهولة خارج العاصمه .
والان .. وبعد طول غياب عادت السلطه لفرض هيبتها على الشوارع ..دهورا غابت وعوده غير محموده كانت .. ان تركيب كاميرات مراقبه والمخالفات والحجز والقفل على عجل السيارات ليست حل ولا بدايه للحل .. بل تأزيما للامور ودلاله على عدم وجود دراسه للبدىء بالحل .
كان الاجدى ان ترينا السلطه حلول وتسهيلات وحسن اداء من رجالها .. كان الاجدى ان يحس مستعمل الطريق ان هنالك تغييرات حدثت بالقائمين على هذه المشكله وان يقتنع ان القوانين التي سيفرضوها ستؤدي الى تسهيل حركة المرور والتخفيف من الاحتقان بالشارع .
ان الحل يبدأ داخل اجهزة السلطه .. الرقي بتأهيل رجل المرور ( مع احترامنا الشديد لهم ) والتخطيط للمستقبل , تأمين المواقف قبل المخالفه والتعاون مع الامانه والاشغال على تسهيل المرور .. تعديل طريقة الحصول على رخصة القياده المستعمله من عشرات السنين وتطويرها وادخال مناهج اداب القياده في امتحان الحصول على الرخصه .. مشاركة المتأثرين من القرارات قبل اقرارها لان المتأثر يكون له وجهة نظر ( يجب ) سماعها.. والاطلاع على مستجدات امور السير والقياده بالدول المتقدمه وفرضها على شوارعنا .
ان التعاون سويا والمشوره هو خير طريقه لمعالجة ما قد يودي بنا الى تهلكه ان استمرت الامور بما هي عليه .. ان السائق والماشي هو المتأثر ان سلبا او ايجابا من هذه الاوضاع وحقه ان يشارك في مثل هكذا قرارات ( ويسمع صوته ) لا ان يعاني من قرارات متسرعه وارتجاليه يتخذها المسؤولين وسرعان ما ان يعودو عنها واحيانا يتشبثون بها ( لحفظ ماء الوجه ) .
ان بلاد العالم المتقدمه وصلت الى ما بلغته الان من خلال قانون ( لا يخر الميه ) ورجال قانون ينفذوه ( بحذافيره ) وعندنا قانون يلتقط الذباب ويخترقه الفيل .
تعبنا من ان نكون ذبابا ولا رأي لنا .. تعبنا من قوانين مطاطه تسهل للبعض وتصعب لاخر .. تعبنا من قرارات ارتجاليه لا تفيد ولا تأثير لها .. تعبنا من اناس يديرون امور لا يفهمون بها .. وتعبنا من ازدياد عدد الافيال في شوارعنا .
لك الله يا مواطن .. وربنا يحمي بلدنا .
